أكد وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت أن بلاده ستبذل وشركاءها في الإتحاد الأوروبي "ما في وسعهم لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل وسورية ولبنان آخذين في الإعتبار العلاقة الحميمة بين ما يحصل في لبنان ويحصل في سورية". وكان فاتشيت جال، أمس، على المسؤولين اللبنانيين في اطار زيارة رسمية استمرت اقل من 24 ساعة، فالتقى رئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وعقد اجتماعاً مع رئىس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص وسلّمه رسالة من نظيره البريطاني طوني بلير. وقال بعد اللقاء "كان اجتماعاً منفتحاً وبنّاء ودار البحث على العلاقات الثنائية الممتازة التي تربط البلدين". وأشار الى ان رسالة بلير "تحمل اطيب التمنيات وهو يتابع عن كثب وباهتمام بالغ السياسة التي يتبعها الرئيس الحص". وأوضح "ان البحث تناول الوضع في جنوبلبنان واحتمالات التوصل الى سلام على المسارين اللبناني والسوري". وقال انه أكد للحص مجدداً "التزام بلادي دعم لبنان في تطبيق القرار الدولي الرقم 425، وتطرقنا الى الاحتمالات الموجودة في عملية السلام وإمكان التوصل الى تقدم على المسار الفلسطيني". وقال أن 18 شهراً مرّت على زيارته الأخيرة للبنان "ويمكنني أن ألمس التغيير وبعض التطورات التي حصلت في هذه المدة، لكن لا يزال هناك الكثير لتحقيقه"، مشيراً الى "ان البحث مع الحص تناول، وفي شكل مختصر، السياسات الإقتصادية وخصوصاً سياسة الخصخصة، وأكدت ان حكومة بلادي مستعدة لتقديم المساعدة الى لبنان عبر استقدام خبراء في هذا المجال". وأكد فاتشيت "ان تحريك المسارين اللبناني والسوري هو في الأولويات الواضحة بعد الإنتخابات الإسرائيلية وأن المبعوث الخاص للإتحاد الأوروبي ميغيل أنخل موراتينوس يبحث عن سبل كفيلة لاستئناف المفاوضات، إذ من دون سلام شامل لن يكون هناك سلام دائم في الشرق الأوسط وأمن وازدهار". وأمل بأن تعمل لجنة تفاهم نيسان ابريل "وفق روحية هذا التفاهم". وقال "لا يمكننا القول ان هذه اللجنة هي التي تفاوض للسلام بل هي تتعامل مع الأوضاع الصعبة في الجنوب ونحن نود ان نصل الى مرحلة اخرى حيث نحقق السلام في شكل كامل ونطبّق القرار الرقم 425. نحن نشجع المشاركة في هذه المجموعة وبالتالي الحد من أعمال العنف وندعو الأطراف كافة الى ذلك حين يقع اي حادث في الجنوب لأننا نهدف الى تأمين الأجواء المناسبة التي يمكن الإنطلاق منها لتحقيق السلام الشامل". وأشار الى الإهتمام البريطاني بلبنان على الصعيدين الإقتصادي والمالي، وقال "نحن مهتمون بالإستثمار في موضوع المياه وقد سمعت اننا نحتل المرتبة السادسة مع لبنان من حيث الشراكة التجارية وآمل بأن نصبح في المرتبة الأولى في هذا المجال". والتقى فاتشيت رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وغادر بيروت متوجهاً الى النمسا.