} إثر تسجيله رسمياً مرشحاً للرئاسة أمس، تعهد سيّد الكرملين فلاديمير بوتين "إنجاز" الحرب الشيشانية بأقل قدر من الخسائر. وشدد على انه يدخل الانتخابات تحت شعار "الفعل لا القول"، فيما أعلن القادة العسكريون اغلاق العاصمة الشيشانية غروزني خوفاً من عمليات انتقامية. سجل حتى الآن أربعة مرشحين للرئاسة الروسية، بينهم ثلاثة يساريون أبرزهم القائد الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي سيكون المنافس الأكبر لفلاديمير بوتين. الا ان المراقبين يجمعون على ان كرسي الكرملين سيظل لصاحبه الحالي. واكد بوتين أمس انه "ليس مذنباً ان كان الشعب يؤيد ما نفعل". واضاف ان بين 14 مرشحاً قد تسجل اسماؤهم لاحقاً، ثمة أشخاص لهم باع أطول في الحياة السياسية. ولكن "الناس لا يتعاطفون مع الطيور الثرثارة". وكان يشير بذلك الى انه سيدخل الانتخابات على أساس الفعل لا القول. ووعد بأن يقدم برنامجاً تفصيلياً في 25 من الشهر الجاري أي قبل شهر واحد من موعد الانتخابات المبكرة. وظل الموضوع الشيشاني محوراً اساسياً للمعركة الانتخابية، وشدد بوتين على ان الحرب "سوف تنجز". ولكنه أنكر ان تكون لمواعيد نهايتها، صلة بالانتخابات الرئاسية. وقال ان التخطيط يعتمد اساساً على مبدأ الحفاظ على أرواح منسوبي القوات المسلحة، من دون ان يشير الى حياة المدنيين الشيشانيين. وأعلن الجنرال فيكتور كازانتسيف قائد قوات القوقاز قراره منع دخول المدنيين الى غروزني للحيلولة دون تسلل "ارهابيين". وذكر بيان للقيادة العسكرية ان حوالى 400 مسلح ما زالوا موجودين في العاصمة الشيشانية. ولم تستبعد القيادة احتمال قيامهم ب"عمليات ارهابية" في 23 الشهر الجاري المصادف ذكرى ترحيل الشعب الشيشاني من أراضيه عام 1944. وتوقع مساعد الرئيس للتغطية الاعلامية للحرب سيرغي ياسترجيميسكي ان تجرى قريباً محاولة لخطف طائرة روسية من بلد اسلامي لم يحدده. وقال ان لدى الاجهزة المختصة معلومات عن وجود خطة تنص على التوجه بالطائرة الى افغانستان والمطالبة بوقف الحرب والاعتراف باستقلال الشيشان في مقابل الإفراج عن الركاب. وعلى الصعيد الميداني، اعترفت القيادة الروسية بأنها تواجه "مقاومة ضارية" في المناطق الجبلية، وذكرت انها تمكنت من اكتشاف مخابئ مجهزة بمحطات لتوليد الكهرباء ووقود ومطابع واجهزة اتصال واسلحة. واكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان العملية العسكرية في المناطق الجبلية ستنجز في غضون شهر واحد، لكنه نفى ان يكون هذا الموعد حدد ليتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وفي حال الانتقال من الحرب الى الاعمار، يتوقع المراقبون تفاقم الخلافات بين القيادات الشيشانية المتعاونة مع موسكو. وذكر بيسلاف غانتميروف الذي قاد الميليشيات المؤيدة للقوات الروسية انه عاد الى موسكو ليؤكد انه لا ينوي التخلي عن موقعه. وأشار الى ان الصراع على "أموال الاعمار" سيكون محوراً اساسياً للخلافات بين أقطاب يريدون الاستحواذ على المبالغ المرصودة للبناء. وذكر في حديث الى صحيفة "سيفودنيا" ان هناك قوى داخل روسيا تريد "تحريك" عدد من القادة الميدانيين الراديكاليين لتحقيق مصالحها الخاصة. واكد ان الميليشيات التي يقودها تطالب ب"إبادة" مثل هولاء القادة. لكنه دعا الى "التسامح" مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي ذكر ان وزارة الأمن تعد منزلاً في وسط روسيا ليقيم فيه بعد انتهاء الحرب.