قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم في سورية اجتمعت في اليومين الاخيرين برئاسة الامين القطري المساعد السيد سليمان قداح، وذلك بعد مضي بضعة ايام على اجتماع ترأسه الرئيس حافظ الاسد ووضع خلاله اطاراً لتغيير حكومة المهندس محمود الزعبي. واوضحت المصادر ان المجتمعين "تداولوا في اسماء عدد من المرشحين لتولي مناصب وزارية عن حزب البعث" الحاكم منذ العام 1963، على ان يُطلب من الاحزاب الاخرى المنضوية تحت لواء "الجبهة الوطنية التقدمية" المشكلة العام 1972 تقديم مرشحيها الى الحقائب الوزارية المخصصة لها. وكان لافتاً عدم حضور المهندس الزعبي اجتماع الرئيس الاسد مع رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما فيما حضر وزير الخارجية فاروق الشرع عضو اللجنة المركزية في "البعث". ورأى مراقبون في ذلك مؤشراً الى احتمال تشكيل الوزير الشرع الحكومة استناداً الى "كفايته التي اظهرها في تنفيذ سياسة الرئيس الاسد الخارجية وثقته به واطلاعه على ملف مفاوضات السلام منذ انطلاقها في العام 1991"، اضافة الى كونه عضواً في اللجنة المركزية ل"البعث" التي تضم نحو تسعين عضواً منذ المؤتمر العام الذي عقد العام 1985. ولا تشترط القوانين ان يكون رئيس الحكومة عضواً في القيادة القطرية، وإن كانت "العادة جرت" في السنوات الاخيرة على ان يكون عضواً فيها. ويحظى الوزير الشرع 62 سنة ايضاً بعلاقة طيبة مع الدكتور بشار الاسد الذي كان اول من زاره في مستشفى الجامعة الاميركية بعد خروجه من غرفة العمليات في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وهو خاض مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك مفاوضات السلام منذ استئنافها في 15 كانون الاول ديسمبر الماضي. ومع الاقرار بأن تسمية رئيس الوزراء تعود للرئيس الاسد، الامين العام للحزب، يتداول مسؤولون ومراقبون اسماء مرشحين اخرين في قيادة "البعث". وجرت العادة ايضاً على ان يعلن الرئيس الاسد قبول استقالة رئيس الوزراء وتكليف خلفه يوم الخميس، لتتاح فرصة للمشاورات وتشكيل الوزارة في عطلة نهاية الاسبوع من دون تعطيل مؤسسات الدولة. الى مؤسسات حزب "البعث" المتمثلة بالاعضاء وامناء الفروع والمحافظين، يتوقع مراقبون دخول "دماء جديدة" الى السلطة التنفيذية من مؤسسات مدنية مثل "جمعية العلوم الاقتصادية" و"الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" والجامعات السورية والسلك الديبلوماسي، ذلك ان الرئيس الاسد اصدر في ايلول سبتمبر الماضي مراسيم اعادة سبعة سفراء امضوا فترات طويلة في مناصبهم، اضافة الى معاون وزير الخارجية السابق السفير عدنان عمران. كما يُتوقع ان تتبع هذه الخطوة عملية تعيين سفراء لسورية في الخارج، علماً بأن وزراء سابقين عُيّنوا سفراء مثل وزير النفط الدكتور عيسى درويش الذي انتهت فترة عمله سفيراً في القاهرة. وكان المهندس الزعبي شكل حكومته الاولى في العام 1987 خلفاً لحكومة الدكتور عبدالرؤوف الكسم رئيس مكتب الامن القومي. وبعد اداء الرئيس الاسد القسم عام 92 شكّل الزعبي حكومته الثانية التي عدّلت مرات عدة. واذ يُتوقع استحداث حقيبة وزارية جديدة تختص بالبحث العلمي والمعلوماتية، تضم الحكومة الحالية 35 وزيراً بينهم 24 من البعث وبين هؤلاء اثنان من القيادة القطرية وثلاثة من اللجنة المركزية، وخمسة مستقلون، ويتوزع الستة الباقون على احزاب "الجبهة الوطنية التقدمية".