تعرضت العلاقات الاوروبية - الفلسطينية المميزة لهزة عنيفة، أمس، عندما تراجعت رئيسة البرلمان الاوروبي نيكول فونتين عن لقاء كان مقرراً مع مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني في القدسالشرقية وتركته ينتظرها ساعة كاملة في مقر القنصلية الفرنسية. وسرعان ما عدلت فونتين عن موقفها، الذي جاء نتيجة "خضوعها لابتزاز اسرائيلي"، حسب مصادر فلسطينية، فأعلنت عن موعد جديد للقاء المسؤول الفلسطيني بعدما اتصل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برئاسة الاتحاد الاوروبي لإبلاغ استياءه وغضبه من "السابقة الخطيرة" التي كادت فونتين تسجلها مخالفة الموقف الاوروبي الملتزم التعامل مع القدسالشرقية كأرض تحتلها اسرائيل ولا تخضع لسيادتها. وكانت الأمينة العامة لمؤسسة "مفتاح" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس، الدكتورة حنان عشراوي، أعلنت فور علمها بنبأ الغاء فونتين اجتماعها مع الحسيني عن إلغاء اجتماع آخر أعد لفونتين مع ممثلي المؤسسات الفلسطينية المدنية في مقر المؤسسة. وأكدت عشراوي ل"الحياة" أن الجدول الأصلي لزيارة رئيسة البرلمان الأوروبي تجاهل القدسالشرقية وركز على لقاءات رسمية وزيارات للقدس الغربية، الى حد أن الدعوة التي تلقتها "مفتاح" للقاء فونتين جاءت ضمن لقاء مع المؤسسات المدنية الاسرائيلية، الأمر الذي رفضته "مفتاح" وبعثت برسالة توضح فيها ضرورة قيام المسؤولة الاوروبية بزيارة خاصة للجزء الشرقي من المدينةالمحتلة "ولقاء ممثلي مؤسسات فلسطينية على أرض فلسطينية". وأشارت عشراوي الى أن فونتين تعرضت لابتزاز سياسي وضغوط اسرائيلية بأن زيارتها للقدس الشرقيةالمحتلة واجتماعها مع مسؤولين فلسطينيين فيها سيؤثر سلبا في زيارتها لاسرائيل، وربما يعرض اجتماعها مع رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي عقد مساء الاثنين للالغاء. ووصفت عشراوي ومصادر رسمية في "بيت الشرق"، مقر مسؤول ملف القدس، تصرفات فونتين بأنها "مؤشر خطير جداً" ويتناقض مع القانون والشرعية الدولية وحتى مع الموقف الاوروبي الثابت في ما يتعلق بمدينة القدسالمحتلة. وعلمت "الحياة" أن قناصل الدول الاوروبية في القدسالشرقية، وفي مقدمهم القنصلان الفرنسي والبريطاني، أكدوا خلال الاتصالات التي أجراها الجانب الفلسطيني خلال الساعات التي مرت بها "الأزمة" قبل حلها، الموقف الاوروبي الرافض للاعتراف بشرعية الاحتلال الاسرائيلي للمدينة. واتفق الحسيني وفونتين على الاجتماع في مبنى "الصلاحية" الذي تملكه فرنسا في البلدة القديمة في القدس وذلك بعد تناول الاخيرة طعام الغداء الى مائدة الرئيس عرفات في مدينة رام الله. واتخذت حادثة فونتين ابعاداً خطيرة في نظر الفلسطينيين نظراً الى تزامنها مع محاولات اسرائيلية لتمرير قانون جديد يحظر على أي حكومة اسرائيلية تقديم "تنازلات" للفلسطينيين في مدينة القدس والقرى المحيطة بها.