اكد الاتحاد الاوروبي مجددا رفضه الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، بما في ذلك القدس الغربية، مشدداً على ان المدينة المقدسة كيان خاص، الامر الذي شكل "صدمة" للحكومة الاسرائيلية واثار ردود فعل غاضبة. وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية بعثت برسائل الى السفراء الاجانب المعتمدين لديها طالبتهم فيها بالامتناع عن اجراء لقاءات في "بيت الشرق"، المقر غير الرسمي للسلطة الفلسطينية في القدسالشرقية، ومقر المسؤول الفلسطيني المكلف ملف القدس السيد فيصل الحسيني. واعتبرت الوزارة ان زيارات الديبلوماسيين الاجانب لپ"بيت الشرق" تشكل "تدخلا في الانتخابات الاسرائيلية وتناقض اتفاقات اوسلو وواي ريفر". ورد السفير الالماني لدى اسرائيل ثيودور ولاو باسم الاتحاد الاوروبي على هذا الطلب في رسالة جاء فيها: "نحن نؤكد مجددا موقفنا المعروف في ما يتعلق بالمكانة الخاصة للقدس ككيان خاص، وهذا الموقف يتماثل مع القانون الدولي". واضاف ان الاتحاد الاوروبي الذي ترأسه المانيا حاليا، لا يعتزم تغيير موقفه من مسألة اللقاءات مع الفلسطينيين في القدس. واعاد الاتحاد الاوروبي للمرة الاولى منذ عقود مصطلح corpus separatum، اي كيان خاص الذي استخدمته الاممالمتحدة في قرار تقسيم فلسطين الرقم 181 عام 1947 والذي وضع مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي في اطار خاص تشرف عليه الاممالمتحدة. ووصفت مصادر ديبلوماسية اسرائيلية الرسالة الأوروبية بأنها "خطيرة" لأنها لم تميز بين الجزء الغربي الذي احتلته اسرائيل عام 1948 والجزء الشرقي منها الذي احتلته في حرب عام 1967. وقالت المصادر ان رسالة السفير الألماني "تؤيد بوضوح تدويل المدينة". وأعربت اسرائيل عن صدمتها من الموقف الأوروبي تجاه المدينة المقدسة. وأشارت مصادر قانونية اسرائيلية الى ان "اعلان البندقية" الصادر عام 1980 والذي اعقب قرار الكنيست البرلمان الاسرائيلية الرسمي بضم القدس لم يتطرق الى الوضع الدولي للمدينة بل اكتفى بتأكيد "رفضه أي خطوة تهدف الى تغيير مكانة القدس". وهاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته ارييل شارون بشدة الرسالة الأوروبية مشددين على "ابدية" وحدة القدس عاصمة لاسرائيل. وقال نتانياهو في اعقاب اجتماع مع رئيس البرلمان التركي الذي يزور اسرائيل: "نحن نرى في كل شبر من أورشليم القدس جزءاً لا يتجزأ من السيادة الاسرائيلية، هكذا كان الأمر وهكذا سيبقى". واستغل شارون الكشف عن فحوى رسالة السفير الألماني التي جاءت في خضم حمى حملة الانتخابات الاسرائيلية، وقال ان حكومته "لم تقدم ولن تقدم اي تنازلات في ما يتعلق بالقدس"، مضيفاً ان هذه الحكومة "تبني المستوطنات في كل مكان وتسيطر على كل شبر فيها". وزاد ان حكومة "ليكود" طردت مسؤولين فلسطينيين من المدينة وأغلقت مؤسسات تابعة للسلطة الفلسطينية فيها ومنعت كبار المسؤولين الاجانب من زيارة "بيت الشرق". وأشار شارون الى ان زيارة وزير الخارجية اليوناني الاخيرة الى "بيت الشرق جرت من دون علم اسرائيل وان اليونان اعتذرت رسمياً عن ذلك". ووصف شارون الرسالة بأنها جاءت "متسرعة" وأكد ان وزارته ستعمل على ان تغير اوروبا من موقفها ازاء القدس. وامتنعت غالبية دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة عن فتح سفارات لها في مدينة القدس تماشياً مع قرارات الأممالمتحدة التي تؤكد ان هذه المدينة ارض محتلة. وفي المقابل افتتحت هذه الدول قنصليات لها في القدسالشرقية وأخرى في الغربية. وكان من المفترض ان تبدأ مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين والتي تشمل القدس قبل نحو عام. وقال الحسيني ان القدس بشقيها الشرقي والغربي ستطرح على طاولة المفاوضات، مشيراً الى ان اتفاق اوسلو نص على التفاوض على القدس وليس فقط الجزء الشرقي منها.