بقي "منتدى حنان نجمة الثقافي" الصالون النسائي الثقافي الوحيد في دمشق منذ العام 1980 وحتى السنوات الأخيرة، عندما بدأت تظهر منتديات مشابهة. وقبل هذا المنتدى لم يكن في دمشق منتديات نسائية منذ العام 1963، عندما توقف نشاط منتدى السيدة ثريا الحافظ، فكانت الكاتبة والمحامية حنان نجمة أول من بعث هذه الظاهرة من جديد. والكاتبة حنان نجمة كرست معظم كتاباتها وأوقاتها لمعالجة قضية المرأة، وطالبت بتعديل القوانين المجحفة بحقوقها، وشغلت مناصب رسمية عدة، منها" رئيسة مكتب الثقافة والدراسات في الاتحاد العام النسائي أوائل السبعينات، وعضو مجلس الشعب البرلمان السوري لدورتين متتاليتين 1981 و1990، وشاركت في عشرات المؤتمرات والندوات واللقاءات في الدول العربية والأجنبية. وعلى رغم نشاطاتها في أكثر من مجال، تبقى كتاباتها وإسهاماتها الأدبية والبحثية ذات أثر بالغ. خصوصاً في مجال حقوق المرأة العربية وتحريرها. والمنتدى الثقافي في منزلها إحدى مساهماتها، إذ تستقبل فيه نخبة من أهل الفكر والأدب والفن مساء الخميس الأول من كل شهر، لمناقشة موضوع ثقافي محدد يلقيه أحد الرواد. ولا يكتفي المنتدى باستقبال المثقفين من سورية، بل تستضيف ادباء ومفكرين عرباً ممن يؤمون دمشق. وعن منتداها الثقافي والمنتديات النسائية عموماً تقول نجمة: "بدأ المنتدى بشكل عفوي، إذ اتفق عدد من الصديقات والأصدقاء المثقفين، كانوا في زيارتي العام 1980، على الالتقاء عندي مساء الخميس الأول من كل شهر. وبطبيعة الأشياء، أخذ اللقاء شكل الندوة الثقافية حسب اهتماماتهم واسهاماتهم في الحياة الثقافية. ومع توالي لقاءاتنا صار كل منهم يحضر حديثاً، من ضمن اهتمامه أو اختصاصه، يلقيه في مجلسنا، ثم يدور نقاش وحوار فيغتني موضوع الحديث. وهكذا أصبح لقاؤنا ندوة ثقافية أو "منتدى" كما ذكرت، وراح يضم الصديقات والأصدقاء المهتمين بالشأن الثقافي". وتضيف: "الحوار يتحقق دائماً في مجلسنا بكل ما يلزمه من حرية الرأي والتعبير وتعددية الآراء والأفكار واختلافها ديموقراطية الاختلاف والاتفاق، للوصول إلى الأفضل. ولعل أبرز ما يميز الحوارات الدائرة في مجلسنا، وأهم ما يسيرها ويفعلها هو هاجس تقدم مجتمعنا ونهضته. ففي فضاء مجلسنا تسري دوماً روح العصر، محاولة اجتياز عتبات التأخر المعتمة". ورداً على سؤال عما إذا كان حصر جمهور المنتدى ب"النخبة المثقفة" يحرم عامة الناس من الاستفادة من طروحاته، تقول: "طبعاً المنتدى في أي مكان صالون أو قاعة... الخ، لا يتسع سوى لعدد محدود من الاشخاص ولا يستفيد الجمهور العريض من طروحاته. لكن هذه الفائدة يمكن أن تعم، إذا نقلت أحاديث المنتدى إلى الجمهور عبر الصحافة ووسائل الاعلام الأخرى. وسابقاً كتب بعض الصحافيين والكتّاب من الحضور عن عدد من المواضيع التي طرحت في مجلسنا، في صحف ومجلات محلية وعربية. كما نُشر معظم المحاضرات التي القيت فيه". وبالنسبة إلى مستقبل المنتديات الثقافية، تقول: "ستبقى المنتديات الثقافية أو الندوات في المجتمعات الإنسانية، ما دام الإنسان بحاجة إلى التواصل والحوار مع الآخر. وقد تأخذ المنتديات أشكالاً متعددة ومختلفة حسب الزمان والمكان، حيث تحدد البيئة والمستوى الحضاري شكلها وآلياتها، أما مضمونها فيبقى الحاجة إلى الحوار والنقاش لإعلاء شأن الفكر والثقافة وتقدمها، فالتقدم الفكري الثقافي لب وجوهر التقدم الاجتماعي".