كان ذلك هو قدره الذي لا مفرّ منه. فعندما رحل روجيه فاديم عن عالمنا قبل أيام عن عمر ناهز الثانية والسبعين، كان لا بد للناس ان يتحدثوا عن بريجيت باردو، وربما ايضاً عن جين فوندا، اكثر مما تحدثوا عنه. ومع هذا كان فاديم يفوق المرأتين أهمية رغم نجوميتهما. وحتى في حياتهما، اذ انه هو الذي أطلق بريجيت باردو في فضاء النجومية بعدما كانت ممثلة مغمورة، كما أنه هو الذي أعاد تركيب شخصية جين فوندا من جديد وأدخلها المجتمع المخملي واوروبا، في قت كانت هي فيه نجمة متمردة يسارية غاضبة على حياتها الاميركية. النجمتان تزوجهما روجيه فاديم في أوقات مختلفة بالطبع، وتزوج غيرهما. ومن هنا ارتبطت حياته بسيرته كمزواج وعاشق موله. لكن فاديم كان في الحقيقة شيئاً أفضل من ذلك، كان مخرجاً عرف كيف يجمع بين الصيغ التجارية وبعض النزعات الفنية. اقتبس بعض أفلامه من قطع أدبية شهيرة لكنه لم يوفق فيها دائماً، وكان شديد الابداع - نسبياً - حين ألف أفلامه بنفسه، ومن أهمها وأشهرها، بالطبع "وخلق الله المرأة" الذي شهد، في العام 1956، انطلاقة بريجيت باردو. من أفلامه الاخرى "هل نعرف ابداً؟ و"الموت لذة" و"الرذيلة والفضيلة" و"الدائرة" - عن مسرحية لآرتر شنيتزلر الذي منه اقتبس ستانلي كوبريك فيلمه الاخير - وخاصة "الخورية" و"بارباريلا" الفيلمان اللذان تألقت فيهما جين فوندا، وأحدثا في حياتها وفنها تبدلاً عميقاً. عندما رحل روجيه فاديم قبل أيام كان شبه منسي مع ان تاريخ السينما الفرنسية يحسبه من بين صانعي "موجتها الجديدة" الى جانب غودار وتروفو وشابرول.