أكد جيري آدامز رئيس حزب "شين فين" الجناح السياسي للحركة الجمهورية في ايرلندا الشمالية ان حزبه قدم كل التنازلات الممكنة من أجل التقدم نحو السلام الشامل في ايرلندا الشمالية. واعتبر ان رفض الجيش الجمهوري التعاون مع اللجنة المستقلة لنزع السلاح في الاقليم، جاء "نتيجة طبيعية" لتعليق الحكومة البريطانية عمل الحكومة الايرلندية الشمالية التي يتقاسم السلطة فيها البروتستانت والكاثوليك، ولم يمض على تشكيلها سوى 76 يوماً. واعترف آدامز بأن العملية السلمية في ايرلندا الشمالية تمر بمرحلة صعبة جداً وان آفاقها تبدو قاتمة، إلا أنها تبقى الطريق الوحيد لتحقيق السلام، ذلك ان الحوار والثقة هما السبيل الوحيد لنجاحها. وشدد آدامز على ان كل المسؤولية في الوصول الى هذا المأزق تقع على عاتق حزب الوحدويين الذي يرأسه ديفيد تريمبل والحكومة البريطانية التي أشار الى ان الذي يجب ان يدير أعمالها هو توني بلير وليس تريمبل. وذهب الى أكثر من ذلك عندما اتهم الحكومة البريطانية بالوقوع تحت سيطرة الوحدويين ومسايرتهم. وأضاف آدامز ان المأزق الذي تعيشه عملية السلام هو نتيجة قرار الحكومة البريطانية تعليق أعمال حكومة ايرلندا الشمالية، مشيراً الى ان إعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح، قضية دقيقة وضيقة الهامش. وقال ان حل هذا المأزق هو بالتراجع عن تعليق عمل حكومة ايرلندا الشمالية والعودة الى الحوار للوصول الى السلام النهائي والى انسحاب الجيش البريطاني من ايرلندا الشمالية. وكان جيري آدامز يتحدث في مقر الصحافيين الاجانب في لندن أمام مجموعة من الصحافيين العرب، في لقاء كان أعد له قبل تفاقم أزمة عملية السلام في ايرلندا الشمالية. ومن جهة اخرى، قال آدامز ان "شين فين" والجيش الجمهوري الايرلندي هما حزبان مختلفان وان الاعتقاد بأن "شين فين" هي الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، اعتقاد خاطئ. واضاف: ان "شين فين" ساعدت في الماضي في تقريب وجهات النظر بين الحكومة البريطانية والجيش الجمهوري الايرلندي. وتابع: "إننا اليوم وصلنا الى طريق مسدود في هذا المجال ولا نعتقد اننا نستطيع القيام بعمل أي شيء، الواقع اننا نتباعد في مواقفنا مع الجيش الجمهوري الايرلندي، ولم يعد لنا أي تأثير عليه". واتهم جيري آدامز الحكومة البريطانية بإنهاء العمل باتفاق "الجمعة العظيمة" وبعدم تنفيذه. واشار الى انه ورفاقه في الحزب لديهم مسؤولية كبيرة أمام أعضاء الحزب والمواطنين الذين يريدون انهاء الصراع والوصول الى سلام يؤمن لهم الحياة الديموقراطية الكريمة الخالية من إراقة الدماء. وأشار آدامز الى ان الجيش الايرلندي أوقف أعماله العسكرية منذ خمس سنوات. واليوم يعتقد اعضاؤه ان الحكومة البريطانية غير جادة في الوصول الى السلام وان انعدام الثقة بين الأطراف هو سيد الموقف، بينما المطلوب هو العكس تماماً. كما أشار الى ان الجيش الجمهوري شارك في عملية السلام من دون ان يهزم وذلك لرغبته في السلام. وحول علاقة حزبه بالعالم العربي، قال جيري آدامز، ان لحزبه علاقات مع عدد من الدول العربية مثل الكيان الفلسطيني ومصر وسورية ودول أخرى وكذلك اسرائيل. واضاف انه تلقى دعوة لزيارة الكيان الفلسطيني من الرئيس ياسر عرفات ينوي تلبيتها في أواخر السنة اذا ما سمحت الظروف في بلاده، كما انه ينوي زيارة اسرائيل والاجتماع بأركان الحكومة هناك، بالإضافة الى زيارة عدد من البلدان العربية الاخرى. واعتبر آدامز ان مثل هذه الجولة ستكون فرصة للوقوف على حقائق السير في عملية السلام العربية - الاسرائيلية، وقال انه سيذهب كتلميذ وليس كأستاذ. وأكد آدامز دعم حزبه للحق الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة. وأضاف ان حزبه طالما تفهم القضية الفلسطينية ووقف الى جانب الحقوق العربية.