بلفاست - رويترز - بدأ السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل جهود وساطة جديدة في ايرلندا الشمالية تستهدف حل مشكلة نزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي التي ادت الى شل عملية السلام في ايرلندا الشمالية. والتقى السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل امس الاثنين مع الاطراف الرئيسية في ايرلندا الشمالية وفي مقدمهم ديفيد تريمبل الزعيم البروتستانتي الوحدوي للتباحث في السبل الكفيلة باخراج عملية السلام في الاقليم من مأزقها الحالي. وكان تريمبل استبق وصول المبعوث الاميركي ليل اول من امس بالاعراب عن تشاؤمه ازاء فرص تحقيق انفراج في الازمة. ونقلت وسائل الاعلام عنه قوله: "اني اكن بالغ الاحترام لميتشل واعرف انه سيبذل اقصى جهده في انقاذ الموقف. ولكن المشكلة ليست امرا يستطيع حله بمفرده". وكان ميتشل اشرف قبل 17 شهرا على التوقيع على اتفاق سلام تاريخي في ايرلندا الشمالية عرف ب"اتفاق الجمعة العظيمة". وعمل بالتعاون مع الحكومتين البريطانية والايرلندية في التوصل الى الاتفاق وذلك بصفته مبعوثا للرئيس الاميركي بيل كلينتون. لكن تنفيذ هذا الاتفاق تعطل بسبب نزاع استفحل بين السياسيين البروتستانت الذين يمثلون غالبية السكان في ايرلندا الشمالية والجمهوريين الكاثوليك الذين يمثلون اقلية. وتمحور النزاع حول مطالبة الوحدويين بتجريد الجمهوريين من سلاحهم، شرطا لاقتسام الحكم المحلي معهم. ورفض حزب اولستر الوحدوي بزعامة تريمبل اقتسام السلطة مع "شين فين" وهو الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي بزعامة جيري ادامز الا اذا تعهد الاخير خطيا بنزع سلاح الجمهوريين. واستهل ميتشل زيارته الحالية لايرلندا الشمالية بتحذير الاطراف المختلفة هناك من ان التاريخ لن يغفر لها ابدا اذا لم تنفذ اتفاق السلام الذي تمت الموافقة عليها بغالبية ساحقة خلال استفتاء وتضمن مشاركة الاقلية الكاثوليكية في مؤسسات جديدة تتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي. وشكل الاتفاق حلا وسطا بين مطالبة الوحدويين ببقاء السيادة البريطانية في الاقليم، من جهة وطموح الجمهوريين في الانضمام الى الجمهورية الايرلندية جنوبا، من جهة اخرى.