كشف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في مؤتمر صحافي عقده في أبوظبي مساء أمس عن وجود جهود سعودية - إماراتية للوساطة بين الجزائر والمغرب. وقال في رده على سؤال ل"الحياة" ان "اشقاءنا في السعودية والامارات يبدون اهتماماً بقضايانا الاقليمية لرأب الصدع وإعادة المياه الى مجاريها بين البلدين". وأضاف ان هناك جهوداً عربية وغير عربية في هذا الاتجاه، "ولكننا نرحب بجهود الاشقاء في السعودية والامارات الذين لا ينتظرون منا شيئاً مقابل ذلك". وقال الرئيس الجزائري ان المصالحة بين الجزائر والمغرب قطعت شوطاً كبيراً في السابق ولكن رحيل الملك الحسن الثاني أعاد خلط الأوراق لأن "الطاقم المغربي الجديد لا يعرف الكثير عن الجزائر". واقترح بوتفليقة اعادة تنشيط اجتماعات اللجان المشتركة بين الجزائر والمغرب، مؤكداً استعداد الجزائر لتجاوز جميع المشكلات الثنائية. وشدد الرئيس الجزائري ان حل مشكلة الصحراء يتحقق من خلال تنفيذ القرارات التي توصلت اليها الأممالمتحدة برعاية وزير الخارجية الاميركي الأسبق جيمس بيكر. ودعا بوتفليقة في مؤتمره الصحافي الذي استغرق ساعة و45 دقيقة الى عقد قمة عربية موسعة. وقال ان الحواجز التي كانت تحول دون عقدها تغيرت، وان "القلاع التي كانت رافضة عقدها ولها شروط تقول الآن نعم للقمة من دون اقصاء أو تهميش". وشدد الرئيس الجزائري على ضرورة بلورة موقف عربي مؤيد للمفاوض السوري. وقال انه "لا يمكن ايجاد حلّ سياسي ولا سلم في الشرق الأوسط من دون انسحاب اسرائيل الى حدود 4 حزيران يونيو 1967". وأكد ان الجزائر ستكون الى جانب سورية بكل امكاناتها، وانه ليس أمام اسرائيل سوى الانسحاب من جنوبلبنان. وقال انه "لا سلم مع سورية ولبنان الا بسلام مع الفلسطينيين بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين". وشدد بوتفليقة على ضرورة عقد القمة العربية وقال من "الأفضل لنا ان نجتمع الآن قبل ان تفرض علينا للمباركة والمصادقة على عملية السلام". وأضاف: اذا تعذر عقد قمة موسعة شاملة فلا بد من عقد "قمة اقتصادية"، او "قمة امنية" لمواجهة التحديات المفروضة على العرب. وأكد بوتفليقة ان الجزائر "لن تطبع علاقاتها مع اسرائيل". وقال ان بلاده "لا تختلف بكلمة واحدة او حرف، ولا في فاصلة في سياستها بالنسبة الى قضية الشرق الأوسط، مع السعودية والامارات والكويت واليمن والسودان". ولفت الى ان تطبيع موريتانيا علاقاتها مع اسرائيل ليس هو النموذج الوحيد في شمال افريقيا. وأكد ان الملفات امام الاتحاد المغاربي معقدة جداً. وانه "لا يمكن ان تبقى الجزائر البقرة الحلوب"، ولا بد من طرح اسلوب جديد لاقامة الاتحاد المغاربي العربي. وبالنسبة الى العلاقات مع فرنسا قال بوتفليقة ان فرنسا كانت الطرف الأهم في العلاقات مع الجزائر. وانها ارتكبت اخطاء فادحة خلال العشرين سنة الماضية وأخطاء لا تغتفر في السنوات العشر الأخيرة. وأكد ان العلاقات السياسية مع باريس الآن "طبيعية ومتميزة جداً". وقال: "إنني أمد يدي لاقامة علاقات طبيعية مع ايران على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".