بذلت اوساط ديبلوماسية جزائرية في الرباط محاولات لتطويق مضاعفات التصريحات التي نسبت الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في شأن دعمه "استقلال الصحراء". وقالت المصادر ان ترتيبات لعقد لقاء بين مسؤولين مغاربة وديبلوماسيين جزائريين يجري الاعداد لها لنقل رسالة الى المسؤولين المغاربة مفادها ان تحريفاً طاول تصريحات بوتفليقة، وانه تحدث عن دعمه اجراء الاستفتاء في الصحراء "باستقلالية تامة"، وليس دعم استقلال الصحراء، كما نقلت عنه وكالة الانباء الجزائرية. ورأت اوساط مغاربية ان هذه المساعي قد تتوج بابقاء خط الاتصال بين الرباطوالجزائر للحؤول دون تفاعل الأزمة الجديدة، وقالت ان تحريف كلام بوتفليقة يفيد بوجود "مراكز ضغط" تعارض انفراج العلاقات بين البلدين، وان الرباط يمكنها استيعاب هذا التطور. ورأت المصادر في زيارة رئيس الوزراء التونسي السابق الهادي البكوش للجزائر مبعوثاً للرئيس التونسي زين العابدين بن علي "محاولة لاحتواء الوضع، وعدم اهدار فرصة تحقيق التقارب المغاربي" بعد المؤشرات الايجابية التي ظهرت اثر اجتماع لجنة المتابعة في الجزائر منتصف الشهر. وتابعت ان الرسالة التي يحملها المبعوث التونسي ستثير قضية تفعيل الاتحاد المغاربي. واعتبرت ان التصريحات التي ادلى بها السفير الجزائري في القاهرة السيد مصطفى شريف "مشجعة"، اذ اكد ان منطقة المغرب العربي "ينتظرها مستقبل أفضل نظراً الى حكمة الملك الحسن الثاني والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتجربتهما". وأضاف ان العلاقات المغربية - الجزائرية "تاريخية"، وان "الشعب المغربي من اقرب الشعوب الى الشعب الجزائري لارتباطهما بأواصر الاخوة والتاريخ والمصير المشترك". وشدد على ان "الشعب الجزائري لا ينسى مساندة الملك الحسن الثاني ثورة الجزائر". واكد ان "بناء اتحاد المغرب العربي هو من اولويات السياسة الخارجية الجزائرية"، مشيراً الى حرص بلاده وكل دول المنطقة على تفعيل هذا "المشروع التاريخي". وذكر ان الاتفاق على انعقاد القمة المغاربية قبل نهاية السنة "برهان على هذا التوجه".