اغلقت الشرطة الصينية ساحة تيانانمين وسط بكين. واستنفرت عناصرها لتفتيش السيارات والتحقق من هويات المارة في الجوار، بعد إقدام رجل قالت إنه "مزارع مختل عقلياً" على الانتحار بتفجير عبوة ناسفة قرب نصب "ابطال الشعب". وثار لغط وسط المراقبين الاجانب حول ملابسات الحادث في هذه الساحة التي تشهد في هذا الوقت سنوياً سلسلة احتجاجات على ازدياد البطالة والفساد في الاجهزة الرسمية. بكين - أ ب، رويترز - تكتمت السلطات الصينية على ملابسات انفجار هز ساحة تيانانمين وسط العاصمة بكين امس الثلثاء. واكتفى المسؤولون في الشرطة بإعلان انه من فعل "مزارع مختل عقلياً" قتل متأثراً بجروحه، فيما اصيب سائح كوري جنوبي في الحادث. ونفوا ان يكون الرجل من اتباع طائفة "فالون غونغ" الذين حولوا الساحة مسرحاً لاحتجاجاتهم التي انتهى احدها قبل عشرة ايام بصدامات واعتقالات طاولت 50 شخصاً. وأفاد بيان رسمي ان المزارع المذكور يدعى لي شيانغشان وهو من مقاطعة هوباي وسط البلاد ومعروف عنه انه مختل عقلياً. ورفض مسؤولو الشرطة توضيح كيف تعرفوا على جثته وطبيعة العبوة التي فجرها، ناهيك عن الاسباب. لكن مراسلين اجانب افادوا ان لي معروف لدى رجال الشرطة اذ سبق وان قدم الى بكين اربع مرات، محاولاً "تقديم استرحام لدى القادة الصينيين". ولم تتوفر تفاصيل عن اسباب شكواه. ووقع الانفجار في الساعة الرابعة من بعد الظهر الثامنة صباحاً بتوقيت غرينيتش وهو توقيت تمتلىء فيه الساحة عادة بالسياح الاجانب والزائرين من سائر انحاء البلاد. واخليت الساحة فوراً ونصب طوق امني حولها ومنع الدخول اليها، فيما راح رجال الشرطة يوقفون المارة والسيارات في محيطها للتفتيش والتحقق من الهويات. وتولى آخرون تمشيط الساحة بحثاً عن بقايا المتفجرة، فيما نصب غطاء بلاستيكي قرب عامود كهربائي شرق الساحة حيث نفذ الرجل عمليته امام نصب لابطال الشعب. وتكتسي الساحة اهمية تاريخية كون الزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ اعلن انطلاقاً منها قيام الجمهورية الشعبية عام 1949. كما تكتسي اهمية جغرافية نظراً الى قربها من المقر الرئيسي للحزب الحاكم ومقرات كبار المسؤولين، اضافة الى البرلمان الذي يستعد لافتتاح دورته السنوية في الثامن من الشهر المقبل. ويترافق افتتاح البرلمان عادة مع سلسلة احتجاجات لا تخلو من اعمال تفجير، احتجاجاً على ارتفاع معدل البطالة، وتفشي الفساد في اوساط كبار المسؤولين. وتدور الشبهات بالفساد حالياً حول احد المقربين للرئيس جيانغ زيمين الذي يجرى التحقيق معه بتهمة التعاون مع احد التجار في مقاطعة فوجيان لتهريب بضائع الى المقاطعة من دون دفع رسوم. وتواجه السلطات الصينية ايضاً تهماً بقمع معارضيها، خصوصاً اتباع طائفة فالون غونغ المحظورة الذين يزيد عددهم عن اتباع الحزب الشيوعي.