دعت الحوزة الدينية في قم إلى مشاركة واسعة في الانتخابات البرلمانية في إيران المقررة الجمعة المقبل، فيما أكدت وزارة الداخلية ان نتائج الانتخابات في طهران ستعلن خلال الساعات ال24 التي تلي الاقتراع بفضل أجهزة الكومبيوتر، وأوضحت ان عدد الناخبين يصل إلى 39 مليوناً. وحضت الحوزة الدينية في قم على انتخاب "نواب ملتزمين مقاومة الاستكبار العالمي، خصوصاً أميركا وإسرائيل"، متمسكين ب"ولاية الفقيه" لأنها تمثل "رمز انتصار الثورة الإسلامية واستمرارها وركناً أساسياً في إسلامية النظام في إيران". وجاء في بيان أصدرته الحوزة ان النواب ينبغي أن يكونوا خبراء في شؤون السياسة والاقتصاد والثقافة، إضافة إلى التزامهم الديني. وأعلنت الصحافة الاصلاحية قائمة انتخابية تحظى بدعمها وتضم أبرز الشخصيات الاصلاحية المرشحة للانتخابات، وبينها محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الإيراني، ومهدي كروبي الأمين العام لرابطة علماء الدين الاصلاحيين، وبقية مرشحي التيار الاصلاحي الأساسيين. ويرأس القائمة أحمد بورقاني النائب السابق لوزير الثقافة والارشاد لشؤون الصحافة، والذي استقال العام الماضي احتجاجاً على ضغوط تعرضت لها الصحافة. ودعا بورقاني إلى مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وقال: "ينبغي للبلدين الجلوس معاً واتخاذ المواقف التي تؤمن مصالحهما الوطنية". وفي إشارة إلى ضرورة توخي الدقة في هذه الخطوة، تمنى بورقاني أن يحصل ذلك في وقت تكون إيران فيه قوية "كي تستطيع الدفاع عن حقوقها". وأكد تأييده اطلاق حرية اقتناء الأطباق اللاقطة للقنوات الفضائية. واعتبر بورقاني، وهو مرشح حزب "جبهة المشاركة" القريب إلى الرئيس خاتمي، ان شعار حزبه "إيران لجميع الإيرانيين"، يلغي الحدود في تقسيم المجتمع الإيراني إلى "مَن هم أهل الثورة ومَن ليسوا من أهلها". معروف ان هذا التقسيم طرحته مراكز القرار العليا في إيران ويركز عليه المحافظون. وشدد مرشحو التيار المحافظ ائتلاف اتباع خط الإمام والقائد في حملاتهم الانتخابية على شعارات "التفاهم والوحدة"، وقال المرشح محمود أحمدي نجاد إن لا مشكلة ستبقى من دون حل إذا تكاتفت القوى السياسية. فيما رأى المرشح حداد عادل أنه ينبغي اطلاع الجيل الشاب على ثقافة الثورة. واعتبر النائب المرشح موحدي ساوجي ان ليست للأحزاب حتى الآن مواقع محكمة في أوساط الرأي العام. وركزت الشعارات الانتخابية عموماً على المشاكل المعيشية للشعب الإيراني، واستهدف معظمها تسوية المشاكل الاقتصادية وتأمين العدالة الاجتماعية، ومواصلة طريق الاصلاحات. ورفع "مجمع العلماء المناضلين" يسار اصلاحي شعار "الأمن والحرية والرفاه الاقتصادي"، فيما ركز ائتلاف اتباع خط الإمام الخميني والمرشد آية الله علي خامنئي على شعار "التفاهم لحل مشاكل الشعب". أما حزب "جبهة المشاركة" فاختار شعار "العدالة، الحرية"، بينما اختار حزب "كوادر البناء" القريب إلى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني شعار "الأمن، الرفاهية، الحرية". وسيحدد الشعب الإيراني الجمعة خياره تجاه هذه الشعارات وينبغي لكل مرشح ان يحصل على 25 في المئة من أصوات المقترعين كي يعتبر فائزاً في الدورة الأولى.