يعلن مجلس الوزراء اللبناني بعد جلسته المقرر انعقادها اليوم الرقم النهائي لحجم الخسائر التي نجمت عن القصف الإسرائيلي ليل 7 - 8 شباط فيراير الجاري على ثلاث محطات تحويل للكهرباء في الجمهور قرب بيروت وبعلبك البقاع ودير نبوح الشمال، بعد تسلمه تقرير الوزارات والمجالس المعنية. وكانت أرقام هذه الخسائر تفاوتت أول من أمس بين ما يفوق ال25 مليون دولار و50 و80 و100 مليون، ما أحدث بلبلة في تقدير الأضرار، واستدعى تكليف رئيس الجمهورية اميل لحود في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس وزير الموارد المائية والكهربائية سليمان طرابلسي ووزير النقل والأشغال العامة نجيب ميقاتي الطلب من مؤسسة كهرباء لبنان ومهندسيها وفنييها في اجتماع مسائي وضع تقرير تفصيلي ونهائي عن أرقام الخسائر والحاجات. وأوعز لحود باستعمال المبالغ التي جمعت من التبرعات بعد الضربة التي وجهتها اسرائيل في حزيران يونيو الماضي لتغطية الكلفة وقد بلغت الى الآن 32 بليون ليرة ما يعادل نحو 21 مليون دولار. في الوقت نفسه، اكد طرابلسي في تصريح له مجدداً أمس انه "من غير الممكن اعطاء أي أرقام ولو تقديرية للأضرار الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في انتظار اجراء الجردة النهائية لما هو مطلوب من تجهيزات خاصة بالمحطات الكهربائية" لكنه قدّر أن "الأضرار تتجاوز الضعفين نسبة الى أضرار الاعتداءات السابقة". ومعلوم أن الكلفة التي ترتّبت على تصليح محطتي الجمهور وبصاليم نتيجة القصف الإسرائيلي في حزيران الماضي بلغت نحو 20 مليون دولار، إذ أتت الضربة هذه المرة قاضية على المحوّلات ال11 في محطة الجمهور وكذلك على تجهيزات محطة بعلبك فيما كان التدمير في دير نبوح جزئياً. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان التقرير الذي سيتسلّمه مجلس الوزراء اليوم سيتضمن شرحاً تفصيلياً ودقيقاً لأرقام الخسائر والحاجات التي تتطلبها عملية التصليحات من تجهيزات ومعدات". وسيوقّعه المديرون في المؤسسة ليتحمل كل منهم مسؤولية ما توصل اليه من نتائج. واطلع مجلس ادارة المؤسسة أمس في اجتماع على تقرير المدير العام جورج معوّض والفنيين. ووضع اللمسات الأخيرة عليه. ويتضمن التقرير كلفة التأهيل والمدة الزمنية التي يتطلبها ومراحلها والتلزيمات. وبناء على نتائج التقرير سيتم وضع برنامج محدّد للتقنين الذي وصف بأنه "يكون قاسياً". وسيتضمن التقرير أيضاً جردة بالحاجات من التجهيزات والمعدات ومقارنتها مع ما هو متوافر في المخازن لطلب ما هو غير متوافر من الخارج، خصوصاً وان دولاً عدّة أبدت عبر سفراء او مسؤولين استعدادها للمساعدة في تأمين هذه الحاجات ومنها سورية وايران ودول الاتحاد الاوروبي وتحديداً فرنسا، التي أعلن وزير خارجيتها هوبير فيديرين من المملكة العربية السعودية ان "فريقاً من الخبراء الفرنسيين سيصل قريباً الى لبنان لتصليح المنشآت التي طاولها القصف الإسرائيلي". من جهته، قال سفير ايران في لبنان محمد علي سبحاني ان "وفداً من وزارة الطاقة الايرانية سيزور بيروت للاطلاع على حجم الاضرار التي لحقت بالمحطات والبحث في المساعدات التي يمكن ان تقدمها". وتهدف الحكومة اللبنانية من تأكيد وضع هذا التقرير الى الإسراع في التصليحات تجنباً لإطالة المدّة التي تستلزمها هذه العملية والتي يرجح أن تمتد أربعة أشهر.