تزايدت احتمالات تجدد الحرب في الأراضي الشيشانية. وأعلنت موسكو اغلاق اجواء الجمهورية التي شارك رئيسها أصلان مسخادوف في اجتماع لثلاثة من قادة جمهوريات شمال القوقاز وطلب عقد لقاء عاجل مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن. ونشرت في العاصمة الروسية معلومات عن تعاون بين موسكو و"الموساد" لتصفية شامل باسايف وغيره من القادة الميدانيين المتهمين بالارهاب. أعلن النائب الأول لرئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري مانيلوف انشاء ثلاثة "احزمة دفاعية" حول الشيشان ونشر قوات من الأمن الداخلي والجيش. هناك. ورداً على سؤال عن احتمال عبور الحدود، أجاب ان القيادة العسكرية "لا تستبعد شيئاً". وأكد قائد سلاح الجو اناتولي كورنوكوف ان "نظاماً خاصاً موقتاً"، فرض ابتداء من امس. ويقضي بمنع التحليق في الأجواء الشيشانية. وذكر ان "أي هدف، طائر سيعتبر منتهكاً للأجواء الروسية واذا لم ينفذ ايعازات الهبوط سيتم اسقاطه". وذكرت وسائل الاعلام في موسكو ان وحدات من مختلف انحاء روسيا ستنقل الى داغستان وبينها قوات من مشاة البحرية كانت شاركت في الحربين الافغانية والشيشانية. ولم يؤكد رئيس انغوشيتيا ارسلان آوشيف وجود قوات من الجيش الروسي في اراضي الجمهورية، لكنه ذكر ان "اجراءات حازمة" اتخذت لمنع تسلل مسلحين. وشدد على انه لن يسمح بتكرار السيناريو الداغستاني". وحضر آوشيف بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء اجتماعاً ضم الى جانبه كلاً من مسخادوف ورئيس جمهورية اوسيتيا الشمالية السكندر دزاسوخوف. وذكر ان الرئيس الشيشاني أعلن "استنكاره عبور عصابات" من الأراضي الشيشانية الى داغستان. وهذه المرة الأولى التي يتخذ مسخادوف موقفاً واضحاً من الأحداث الأخيرة، بعدما كان يؤكد ان الشيشانيين "لا دخل لهم". ويهيء هذا التصريح الأجواء لعقد لقاء عاجل بين يلتسن ومسخادوف. وذكر اوشيف ان الرئيس الشيشاني مستعد لتقديم "اقتراحات تضمن الاستقرار"، ورأى محللون ان ذلك قد يعني استعداد غروزني للمشاركة في عمليات ضد قادة ميدانيين معارضين لمسخادوف ومعادين لموسكو، في مقدمهم شامل باسايف الذي قاد التحرك الأخير في داغستان. وفي حديث نشرته مجلة "فلاست" في عددها الأخير امس، اكد الرئيس الشيشاني ان اعتراف موسكو ب"سيادة" غروزني سيطلق يده ل"وقف الراديكاليين". ووعد بان تغدو الجمهورية الشيشانية، في حال حصولها على الاستقلال، شريطاً استراتيجياً لروسيا و"درعاً" يقيها من امتداد حلف الأطلسي جنوباً. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة "سيفودنيا" امس ان مشاورات جرت بين ممثلي أجهزة الاستخبارات الروسية والاسرائيلية والأميركية والبريطانية هدفها الرسمي "تبادل المعلومات في مجال مكافحة الارهاب الدولي". ولكن الصحيفة نقلت عن مصادر امنية ان الهدف الحقيقي قد يكون تصفية باسايف أو القائد الميداني العربي الأصل "خطاب" المتهم بتنظيم انفجارات موسكو. وذكرت "سيفودنيا" ان "الموساد" تمتلك "خبرة لا تضاهي" في هذا المجال وان مشاركتها في المشاورات قد تعني احتمال الافادة من "خدماتها". وأضافت ان هناك "معلومات غير موثقة حتى الآن، عن بدء تدريبات في معسكر اقيم في ضواحي موسكو لاعداد فرق من الوحدات الخاصة ستنقل الى الأراضي الشيشانية وتستخدم أجهزة الرصد والتوجيه الفضائي لاكتشاف مواقع "الخصوم" وتحاول اختطافهم او تصفيتهم ميدانياً. ويذكر ان باسايف كان أعلن عن تشكيل "كتيبة الشهيد" التي قال انها ستقوم بعمليات خاصة ضد روسيا، إلا ان هيئة وزارة الأمن الروسية أشارت الى ان اعلان باسايف "عنصر في حرب نفسية". وتوقعت ان يكون هدفه الأساسي حماية نفسه من هجوم محتمل.