شهد يوم امس تصعيداً في الهجمات ضد المستوطنين، اذ شن مسلحون فلسطينيون هجومين اسفر احدهما عن مقتل مستوطنيْن عند مدخل مستوطنة كريات شمونة قرب الخليل، وأدى الآخر الى مقتل اسرائيلي قرب اريحا. وردت القوات الاسرائيلية بقصف موقع في جنين ادى الى استشهاد اربعة رجال أمن ومدني خامس. واعلنت اسرائيل مساء امس "اغلاقاً كاملاً" لكل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء الهجومان في اطار يوم غضب جديد في الذكرى ال 13 للانتفاضة الكبرى، فانطلقت تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة في اكثر من موقع وتحولت الى اشتباكات مع جنود الاحتلال اسفرت عن مقتل فلسطينيين احدهما في القدس والآخر في بيت لحم. راجع ص 3 في غضون ذلك حضّت القمة الاوروبية الفلسطينيين والاسرائيليين على استئناف "من دون شروط مسبقة"، وفقاً لتصريح لوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين. فيما حاولت بريطانيا وفرنسا اقناع اعضاء مجلس الامن، خصوصاً الولاياتالمتحدة، بتأييد مشروعهما لانشاء قوة مراقبة دولية للانتشار في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك هجوم الخليل بأنه "خطير للغاية"، وتوعد بمعاقبة المهاجمين، فيما اعتبر ضابط اسرائيلي كبير في الضفة ان الهجمات على المستوطنين او العسكريين "اصبحت أقل" مقارنة بما كانت مع بداية الانتفاضة "لكنها تسقط عدداً اكبر من الضحايا". لكن وزير الدولة الفلسطيني حسن عصفور قال ل "رويترز" ان ما يحدث يعتبر رسالة من الشعب الفلسطيني الى اسرائيل بأنه يتعين عليها اجلاء المستوطنين وانهاء احتلالها لأن المستوطنين لن يشعروا بالأمان طالما انهم جزء من الاحتلال. ولوحظ امس ان السلطة الفلسطينية اتخذت قراراً بمنع المسلحين من اطلاق النار باتجاه المستوطنات من المناطق الخاضعة لسيطرتها الكاملة. وفي نيس شددت القمة الأوروبية على انه ينبغي ان يستعيد الشرق الأوسط احتمال السلام، ودعت الى معاودة المفاوضات، مشيرة الى ان الاتحاد الأوروبي يجد ان من الضروري لرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات ان يلتزما شخصياً التطبيق الكامل والفوري للالتزامات التي أقدما عليها في شرم الشيخ وغزة. وفيما دعت الى خطوات ملموسة من جانب الطرفين بما في ذلك العدول عن العنف، طالبت اسرائيل بوقف الاستيطان، واكدت ضرورة العمل على وضع اطار لاجراءات ثقة، وبدء لجنة تقصي الحقائق نشاطها. ويشارك في هذه اللجنة المسؤول عن السياسة الامنية والخارجية الموحدة خافيير سولانا. كما اكدت القمة ضرورة الاتفاق على ارسال بعثة مراقبين، مشيرة الى استعداد الاتحاد للتشاور مع مختلف الأطراف وبحث الوسائل المناسبة لمعاودة المفاوضات والتوصل الى اتفاق سلام. وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اعلن أول من امس اثر عشاء ضم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ان القمة تناولت الأوضاع في الشرق الأوسط وانه قرر بصفته وزير خارجية الرئاسة الأوروبية، ان يتوجه في جولة الى كل من المناطق الفلسطينية واسرائيل والقاهرة، يوم الاربعاء المقبل. واضاف ان سولانا سيكون موجوداً في المنطقة للمشاركة في اعمال لجنة تقصي الحقائق. وفي مجلس الامن حجبت الديبلوماسية الأميركية مواقفها من مشروع قرار فرنسي - بريطاني "يدعو" الى انشاء قوة مراقبة دولية للانتشار في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ويترك للأمين العام للأمم المتحدة صلاحية "العمل" مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لوضع اجراءات عملية "مقبولة" منهما. ولعبت الديبلوماسية البريطانية والفرنسية، أمس ، دور الوسيط بين الديبلوماسية الأميركية والديبلوماسية الفلسطينية التي مثلتها في مجلس الأمن الدول غير المنحازة بهدف اقناع الطرفين بالمشروع البريطاني - الفرنسي بدل طرح مشروع قرار الدول غير المنحازة على التصويت ليلقى "فيتو" أميركية مضمونة. ويمثل مشروع الدول غير المنحازة الداعي الى انشاء قوة دولية غير مسلحة من 2000 عنصر موقف فلسطين، فيما اعتبر مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة المشروع البريطاني - الفرنسي "غير كاف"، وقال ان "وضعه القانوني غير واضح". لكن حجب الولاياتالمتحدة موقفها من المشروع البريطاني - الفرنسي كان السبب الرئيسي للمواقف النهائية لوفد فلسطين وللدول غير المنحازة لجهة الموافقة على المشروع البريطاني - الفرنسي بعد ادخال تعديلات عليه. وقالت المصادر ان عدم اليقين مما إذا كان المشروع الأوروبي سيلاقي "فيتو" اميركية أو امتناعاً عن التصويت ادى الى تعليق المواقف. وهذا ما ترك الباب مفتوحاً للمضي بمشروع القرار الفلسطيني الى التصويت أمس حتى مع "فيتو" أميركية، بدل الموافقة على طرح المشروع الأوروبي الذي ينطوي على "تمييع" للمطالب الفلسطينية بدون ضمان عدم استخدام الفيتو الأميركية عليه مسبقاً. وقال القدوة، تعليقاً على المشروع الأوروبي، "لا نقدر ان نعمل على نص بهدف اقناع الأميركيين بعدم استخدام الفيتو عليه... وخطأ تكتيكي كبير ان نفاوض الولاياتالمتحدة عبر أوروبا".