من المقرر ان يبدأ وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الاربعاء المقبل جولة في الشرق الأوسط، يزور خلالها كلاً من اسرائيل والمناطق الفلسطينية والأردن ويختتمها بزيارة مصر الجمعة ويتوجه من القاهرة الى بروكسيل. يسبق وصول فيدرين الى القاهرة مؤتمر للسفراء الفرنسيين في المنطقة بعد غد السبت يرأسه مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية. ويرافق فيدرين خلال هذه الجولة المبعوث الأوروبي الى الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس والمسؤول عن السياسة الأمنية والخارجية الأوروبية الموحدة خافيير سولانا. وفي اطار الاعداد لهذه الجولة، توجه الى المنطقة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفير ايف اوبان دو لا ميسوزيير ومعاونه اندريه باران. يذكر ان فيدرين لم يدرج ضمن جولته أياً من سورية أو لبنان. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان فيدرين لم يبد تحمساً للقيام بهذه الجولة التي يعتبرها غير مفيدة، خصوصاً وأن الديبلوماسية الأميركية معطلة بسبب الفراغ الناجم عن مشكلة الانتخابات الأميركية، لكنه وافق في النهاية على القيام بها تجاوباً مع رغبة الرئاسة الفرنسية في ذلك. وكانت الأوساط الديبلوماسية العربية انتقدت في الآونة الأخيرة ميوعة الموقف الفرنسي والأوروبي حيال ما يحدث في المناطق الفلسطينية، فيما تشكو السفارات الفرنسية في العالم العربي من غياب التوجيهات المحددة حول التطورات الجارية في المناطق الفلسطينية ولبنان. ورأت أوساط عربية مطلعة على السياسة الفرنسية ان فترة الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي هي بمثابة فترة سوداء، نتيجة التباين في المواقف الأوروبية ومنها مثلا موقف المانيا الشديد التسامح مع اسرائيل، وأيضاً نتيجة ضغوط داخلية لم تشهدها فرنسا من قبل. وقالت انه مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الفرنسية في أيار 2002، فإن المتنافسين الرئيسيين في هذه الانتخابات، وهما رئيس الجمهورية جاك شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان، يتجنبان كل من جهته الاقدام على أي خطوة قد تؤدي الى خسارته لأصوات الناخبين اليهود في فرنسا. وكان عميد السلك الديبلوماسي العربي في فرنسا علي ماهر السيد انتقد في كلمة القاها أمام رئيسة حزب "التجمع من أجل الجمهورية" ميشال اليو- ماري، الحياد الفرنسي، مشيراً الى انه ليس بإمكان فرنسا البقاء على هذا الموقف لأنها اختارت نهج السلام ولأنها وفية لنص وروح أوسلو وللسلام في لبنان. وتتساءل الأوساط العربية عن سبب تراجع وتلكؤ الموقف الأوروبي والفرنسي في حين ان هناك فراغاً ديبلوماسياً أميركياً. وقال مسؤول عربي ل"الحياة" متسائلاً: "اذا لم تلعب فرنسا وأوروبا الآن دوراً ولم تغتنما فرصة الغياب الأميركي، فمتى ستتمكنان من لعب مثل هذا الدور؟".