نقطة نقطة تسيل منا الدماء، عبر أنابيب بلاستيكية معقمة تنادي منفردة كل فرد فينا وتصرخ مجتمعة: أوقفوني! وتردف قائلة: ليس لذلك من سبيل سوى تحقيق مطالبي. وحدها الدماء تحترم الحقيقة، تعلنها، ترفعها أشرعة، تصنعها بوصلة، في زمن الرجوع الى الوراء، وانعدام المقاومة. لم يعد الإضراب عن الطعام مفيداً، فقد اصبح بدعة قديمة فقدت تأثيرها بعد طول ممارسات، وليس من طريقة لاستبعادها سوى إحلال ما هو ارسخ منها، وماذا غير الدم.... لا بد من استبدال ايحاءات الدم ورموزه اي لفظة احمر، التي تعتمد النظر، الى لفظة اخرى تنتمي لعالم الرائحة. فالمبصرون الآن قلة، اما الشمامون فكثرة. واليهم نهدي ابخرة دمانا، لتزيل الغشاوة عن أعينهم. وائل يوسف - سور