قالت مصادر اسرائيلية في الرباط ان وزير الخارجية ديفيد ليفي الذي بدأ زيارة للمغرب امس، يأمل بالحصول على موافقة الرباط على اقتراحات ترمي الى رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بدرجة تكون "اقل من التطبيع العادي واكثر من الدور الذي يضطلع به مكتبا الاتصال في الرباط وتل ابيب". وتوقعت ان يربط المغرب هذه الخطوة بنتائج مفاوضات السلام. وارتدى استقبال ليفي في مطار الرباط - سلا طابعا رسميا، من دون رفع علمي الدولتين. ووجد وزير الخارجية الاسرائيلي في استقباله نظيره المغربي محمد بن عيسى والمستشار اندري ازولاي، اضافة الى مدير مكتب الاتصال الاسرائيلي غولان، ورئيس الطائفة اليهودية في المغرب سيرج بيرديغو. واستهل ليفي زيارته بالاجتماع مع ازولاي في مقر اقامته في تمارة في ضواحي الرباط، كما اجرى بعد ظهر امس محادثات مع الملك محمد السادس، هي الاولى من نوعها منذ اعتلاء العاهل المغربي العرش. وقالت المصادر ان ليفي عرض تطورات مفاوضات السلام واطلع الملك محمد السادس على نتائج الجولة الاخيرة في المفاوضات السورية - الاسرائيلية. لكن مسؤولاً اسرائيلياً اوضح ان المحادثات كانت شاملة، في اشارة الى العلاقات الخاصة التي تربط المغرب واسرائيل، في حين شدد الطرف المغربي على التزامه دعم عملية السلام ودرس وضع القدس بما يستجيب قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً ان الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس المنبثقة من المؤتمر الاسلامي. واجتمع ليفي مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي، في اول لقاء رسمي على هذا المستوى، كما اقام وزير الخارجية المغربي حفلة عشاء لنظيره الاسرائيلي والوفد المرافق له الذي يضم المدير العام لوزارة الخارجية ايتيان بنتسور، والمنسق في عملية السلام يوفان بيران ومسؤولين آخرين وصحافيين. وسيلتقي الوزيران اليوم في مقر الخارجية المغربية لاجراء محادثات تفصيلية. وذكرت المصادر ان اختيار ليفي زيارة المغرب محطة اولى اثر الجولة الاخيرة من المفاوضات السورية - الاسرائيلية والاعداد للمفاوضات المتعددة الأطراف، يعكسان رغبة اسرائيل في الافادة من دور المغرب، اضافة الى تبديد المخاوف الناشئة في منطقة شمال افريقيا من اقامة علاقات ديبلوماسية بين اسرائيل وموريتانيا. وكرر مسؤولون اسرائيليون ان هناك اتجاهاً الى الانفتاح اكثر على المنطقة، في اشارة الى امكان حذو عواصم مغاربية اخرى حذو موريتانيا. واستندت المصادر في ذلك الى اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في الرباط لدى مشاركتهما في تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني صيف العام الماضي. لكن الدور الاميركي لا يبدو بعيداً عن هذه التطورات، وربطت اوساط مغربية حدوث تطور ايجابي في هذا النطاق بإحراز تقدم في عملية السلام، في حين بدا ان رجال اعمال مغاربة واسرائيليين عازمون على الافادة من هذا الانفراج لإقامة تعاون في قطاعات مهنية، تسعى اسرائيل من خلاله الى تحقيق اختراق اكبر في الساحة الافريقية.