عقد الرئيس بيل كلينتون لقاء ثلاثيا مع الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لم يكشف مضمونه، وذلك على هامش مراسم تشييع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، فيما خابت آمال المسؤولين الاسرائيليين بإمكان عقد لقاء بين الرئيس حافظ الاسد وباراك بعدما اعلنت دمشق ان الاسد لن يحضر الجنازة. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي المغربي المولد ديفيد ليفي توقع قبل توجهه الى الرباط أن يجتمع الأسد مع باراك ولو لفترة قصيرة في ضوء التطورات الأخيرة التي طرأت على مسار المفاوضات السورية - الإسرائيلية. وقال ليفي الذي غادر تل أبيب في اطار وفد يضم باراك والرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمان ووزير التنمية الاقليمية شمعون بيريز لحضور مراسم التشييع، ان اللقاء "أمر ممكن رغم كون المناسبة حزينة، لكن لم يحدد لقاء بينهما"، مشيرا الى ان "هناك اتصالات لعقد اللقاء". كذلك ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الرئيس بيل كلينتون سيجتمع مع الأسد في الرباط ليطلعه على فحوى محادثاته مع باراك الأسبوع الماضي. واضافت أن كلينتون "يحاول ترتيب لقاء قصير بين الأسد وباراك". لكن سرعان ما أعلن مسؤولون سوريون ان الاسد لن يحضر الجنازة، فيما قالت مصادر ديبلوماسية ان مسؤولي التشريفات والامن السوريين اعدوا الترتيبات في مطار دمشق من اجل رحلة رئاسية، ورجحوا ان يكون الرئيس السوري غيّر رأيه والغى الرحلة بسبب تصريحات ليفي. واعلنت وكالة الانباء السورية سانا ان الوفد السوري الذي توجه الى المغرب برئاسة نائب الرئيس محمد زهير مشارقة يضم رئيس الوزراء محمود الزعبي ووزيري الخارجية فاروق الشرع والداخلية محمد حربا ووزير الدولة لشؤون البيئة عبدالحميد المنجد. وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل ملحوظ "علاقات الصداقة الحميمة" التي تربط الدولة العبرية بالحسن الثاني ووصفته ب"الصديق المخلص". وكان الحسن الثاني نظم اللقاء الأول بين وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان ونائب رئيس الحكومة المصرية حسن التهامي وفتح الطريق أمام توقيع معاهدة السلام بين أكبر دولة عربية والدولة العبرية. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان وفدا اسرائيليا آخر برئاسة رئيس الكنيست البرلمان ابراهام بورغ، سيتوجه الى المغرب في غضون الايام القليلة المقبلة لتقديم التعازي للملك الجديد محمد السادس. واضافت ان اكثر من ألفي اسرائيلي من اصل مغربي عازمون على المشاركة في التشييع، فيما ساد الحزن أوساط اليهود المغاربة في إسرائيل حزنا على الملك الحسن الثاني الذي سمح لهم بحمل جواز السفر المغربي سوية مع الإسرائيلي، وساعدهم في الهجرة الى الدولة العبرية بصورة علنية ومنظمة في أعقاب غرق إحدى السفن التي كانت تحمل يهودا من المغرب عام 1961. وذكرت مصادر إسرائيلية أن العاهل المغربي سمح لليهود المغاربة باستمرار علاقاتهم الاقتصادية والسياحية مع الطائفة اليهودية في المغرب. وكان الحسن الثاني أول زعيم عربي يستضيف شخصية رسمية إسرائيلية هو بيريز عام 1986 في قصره.