قربت مراسم تشييع الملك الراحل الحسن الثاني المسافات امام زعماء العالم، وبالمقدار نفسه كسرت حواجز سياسية ونفسية حالت سابقاً دون انعقاد قمم ثنائية ومتعددة الاطراف. إذ رعى الرئيس الاميركي بيل كلينتون قمة ثلاثية جمعته مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، هي الاولى من نوعها منذ وصول باراك الى السلطة. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان المسؤول الاميركي جدد دعمه للمفاوضين العرب والاسرائيليين، وقال: "ان فرص تحقيق سلام عادل في الشرق الاوسط اصبحت في متناول اليد". وبعد لقاء مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، اجرى كلينتون محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين كانت محور رسالة نقلها الاخير امس الى الرئيس حافظ الاسد في دمشق. كذلك تباحث مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس المصري حسني مبارك. وظلّت المصافحة بين باراك وبوتفليقة، على هامش التشييع اول من امس، من ابرز ما لفت المراقبين. وأكدت مصادر ديبلوماسية سورية في الرباط ان الرئيس السوري حافظ الاسد سيزور المغرب، لكنها لم تحدد موعداً لذلك. وكان السيد محمد زهير مشارقة نائب الرئيس السوري الذي رأس وفد بلاده الى مراسيم التشييع صرح بأن الرئيس حافظ الاسد "كان حريصاً كل الحرص على مشاركة الملك محمد بن الحسن والشعب المغربي الحزن والاسى في فقدان الملك الراحل الحسن الثاني، الا ان امراً عارضاً حال دون تمكنه من الوصول الى الرباط في الموعد المحدد". وذكرت المصادر ان الرئيس الوزراء ايهود باراك اتفق والمسؤولين المغاربة على عقد جولة قادمة من المحادثات في ضوء التطورات الراهنة. وكان لافتاً أن الطريق اصبحت معبدة امام بناء جسور الثقة بين المغرب والجزائر، إذ اعلن الرئيس الجزائري انه سيلتقي والملك محمد بن الحسن قريباً، وابدى تفاؤله بخصوص مستقبل العلاقات المغربية - الجزائرية . في غضون ذلك سادت امس اجواء عادية في العاصمة الرباط وفي كل ارجاء البلاد، وظهر الملك محمد بن الحسن اثر انتهاء مراسم الجنازة وهو يركب سيارة كانت تقل والده الراحل دخلت القصر الملكي وسط طقوس تمثلت في عزف نشيد السلام وتحية العاهل المغربي الذي شوهد للمرة الاولى يدلف الى القصر بالصورة نفسها التي كانت تطبع تحركات الملك الراحل. وصاح خدام القصر "الله يبارك في عمر سيدي". ودعا رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي المواطنين الى معاودة اعمالهم بكيفية عادية في مختلف ادارات الدولة والمؤسسات العامة ومرافق القطاع الخاص. واوضح في بيان صدر امس ان "مظاهر الحداد على وفاة الملك الراحل الحسن الثاني تشمل تنكيس الاعلام والغاء كل انواع الاحتفالات واستحضار مناقب الفقيد". وتوقف اعضاء المجلس الدولي امس دقيقة صمت على وفاة الملك الراحل، واعربت المفوضة العليا للاجئين السيدة ساداكو اوغاتا عن اسفها لغياب الملك الراحل.