اليوم... 30 كانون الاول ديسمبر 2000. واليوم يوافق مرور خمسة وعشرين عاماً بالتمام والكمال على مولد الطفل الاميركي الاسمر الدريك وودز في سيبريس بولاية كاليفورنيا. وعبر هذا العمر القصير صنع الدريك - الذي تحول اسمه الى اللقب تايغر اي النمر - مجداً رياضياً فريداً، وأصبح الاسطورة الثانية في عالم الغولف على مر العصور اذ لا يختلف اثنان من خبراء الرياضة في العالم على انه أحسن رياضي في العالم للعام 2000. وشهد العام 2000 انجازات فريدة وغير مسبوقة وارقاماً قياسية وألقابا عدة للاميركي الاسمر المبتسم دائماً، تايغر وودز. "الحياة" وضعت السهم الالماني الاحمر مايكل شوماخر سائق فيراري وبطل العالم لسباقات الجائزة الكبرى لسيارات فورمولا واحد في المركز الثاني عالمياً بين نجوم العام، ويبقى نجم كرة السلة الاميركي شاكيل اونيل عملاقاً في كل زمان ومكان، ويجيء في المركز الثالث لأنه اختير أفضل لاعب في الدوري الاميركي للمحترفين، وحقق حلمين كبيرين طال انتظاره لهما، أولهما في الملعب بفوز فريقه لوس انجليس ليكرز ببطولة الدوري، وثانيهما دراسياً بحصوله على الشهادة الجامعية. ويقفز اميركي آخر الى الصدارة هو الدراج لانس ارمسترونغ الذي احتفظ بلقبه في سباق فرنسا الدولي للدراجات، ولا يعلم الكثيرون أنه كان قريباً من ان يودع حياته قبل سنوات قليله بعدما تسرب المرض الخبيث الى جسمه، واذا به يقهره، ويقهر منافسيه أيضاً. ولأن كرة القدم لها بريقها دائماً، يتقاسم النجمان الكبيران زين الدين زيدان قائد فرنسا وملهمها في الفوز بكأس اوروبا 2000 والبرتغالي لويس فيغو أغلى لاعب في العالم المركز الخامس. ويأتي لاعبان معاً في المركز السادس هما البرازيلي غوستافو كويرتن المصنف العالمي الاول في دنيا كرة المضرب وزميله الاميركي بيت سامبراس الذي كسر الرقم العالمي لعدد مرات فوز أي لاعب في مسابقات الجائزة الكبرى. ويأتي دور المرأة، وتحتل لاعبة كرة المضرب الاميركية فينوس ويليامس المركز السابع وتليها مواطنتها العداءة الفذة ماريون جونز، ويبقى العداء الفريد الاميركي مايكل جونسون دائماً في الاضواء، ويتبعه في المركز العاشر النجم البريطاني المخضرم ستيف ريد غريف بطل التجديف. واذا تناولنا هؤلاء الرياضيين تصاعدياً، فيبقى يبقى ستيف ريدغريف الرياضي الاكثر نجاحاً في تاريخ بريطانيا، وتمكن في دورة سيدني الاولمبية من الحصول على ميدالية ذهبية في مسابقة القارب الرباعي من دون موجه. ورفع البريطاني القدير رصيده الى خمس ذهبيات متتالية في خمس دورات متتالية اعوام 1984 و1988 و1992 و1996 و2000. وانفرد بالرقم القياسي في تاريخ الدورات الاولمبية، ونسخ الرقم السابق للأميركي آل اورنز بطل القرص والأميركي كارل لويس نجم الركض. وهو أعلن اعتزاله اخيراً. ثم يجيء جونسون الذي اطلق عليه لقب "القطار" و"الحصان" و "السوبر مان". والعداء الاميركي صاحب الاسلوب الغريب في الركض أصبح في العام 2000 أول عداء في التاريخ يحتفظ بلقبه الاولمبي في سباق 400 متر، وهو السباق الذي يعرفه خبراء ألعاب القوى باسم "قاتل الرجال". والذهبية هي الخامسة اولمبياً، وكان أول عداء في تاريخ الدورات يجمع ذهبيتي 200 و400 متر في اتلانتا 1996. وهو أكمل نجاحه في سيدني باحراز ذهبية 4مرات 400 متر. ويحمل جونسون الرقم القياسي العالمي لسباق 200 و400 متر. ثم تأتي جونز التي حصلت على 3 ميداليات ذهبية في سيدني وهو الرصيد الذهبي القياسي لأي رياضي في الدورة. واضافت ميداليتين أخريين في الوثب الطويل و 4 مرات 100 متر، و باتت أول عداءة في التاريخ تنال خمس ميداليات في دورة واحدة. اما فينوس فقفزت من ظلال شقيقتها الصغري سيرينا في العام 2000 الى قمة الاضواء، واحرزت السمراء الصغيرة لقب بطولة ويمبلدون، وأكدت جدارتها بإحراز بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة، واخيراً اكتسحت منافستها الروسية ايلينا ديمنتييفا في نهائي دورة سيدني ونالت ذهبيتها ايضاً، ومعها ذهبية أخرى في الزوجي مع شقيقتها سيرينا. وقبل أيام من نهاية العام وقعت فينوس أكبر عقد إعلاني لأي لاعبة في التاريخ، ووصل الى 40 مليون دولار مع شركة ريبوك. ونبقى في اللعبة البيضاء وان صارت ملونة الان، اذ حقق الاميركي بيت سامبراس النجم الأشهر في تاريخ اللعبةحلماً طال انتظاره فاز ببطولة ويمبلدون للمرة السابعة، ورفع عدد مرات فوزه في البطولات الاربع الكبرى الى 13 فوزاً متخطياً الاسترالي روي ايمرسون الذي احتفظ بالرقم العالمي لأكثر من 25 عاماً، وعادل سامبراس ايضاً الرقم القياسي لعدد مرات الفوز في ويمبلدون، وهو الفوز الرابع له على التوالي، واللقب ال 63 في مشوار احترافه عبر عشرة أعوام. ويتساوى معه في الترتيب نجم كرة المضرب البرازيلي غوستافو كويرتن الذي غطت شهرته في البرازيل على نجوم كرة القدم رونالدو وريفالدو وروماريو، وهو أنهى العام 2000 في صدارة التصنيف العالمي واصبح أول لاعب من خارج الولاياتالمتحدة واوروبا يحقق هذا الانجاز الفريد. واخيرا جاءت كرة القدم، ويتقاسمها زيدان وفيغو اللذان تصارعا على كل الالقاب الفردية خلال العام، ونال الاول جائزة لاعب العالم افي استفتاء الفيفا متقدماً على فيغو، وانقلب الحال في استفتاء مجلة "فرانس فوتبول" وجاء فيغو في الصدارة ونال الكرة الذهبية وتبعه زيدان. وتبادل اللاعبان مجددا المواقع في استفتاء مجلتي اونز الفرنسية وورلد سوكر البريطانية. زيدان حقق بطولة "اوروبا 2000" مع منتخب فرنسا، لكن من دون أي نجاح مع فريقه الايطالي يوفنتوس، وفيغو وصل بمنتخب البرتغال الى نصف نهائي بطولة اوروبا، واصبح أغلى لاعب كرة قدم في العالم عندما انتقل من برشلونة الى ريال مدريد في اسبانيا مقابل 7،61 مليون دولار. وقبل ثلاثة أعوام فقط رفع عشاق الرياضة أيديهم الى السماء تضرعاً الى الله لينقذ حياة الدراج الاميركي الفذ لانس ارمسترونغ، وكان السرطان هاجمه وتمكن منه وأجريت له أكثر من جراحة صعبة وخضع لعلاج كيمائي مركز اسقط شعره واصابه بالوهن. لكن عزيمة هذا الدراج الاسطورة ومشيئة الله وهبتا الحياة مجدداً، ورفع عشاق الرياضة أيديهم عالياً لكن هذه المرة ليحيوا ارمسترونغ اعلى انجازاته الجديدة. وهو احتفظ بلقبه في سباق فرنسا الدولي، وأكد انه الدراج الأول عالمياً في التسعينات بعد الاسباني اندوران. اونيل بانضمام الاميركي الفذ شاكيل اونيل الى نادي لوس انجليس ليكرز تحول النادي الكبير الذي غاب طويلاً عن ساحة البطولات مجدداً الى نادٍ للألقاب، وقاد اونيل الليكرز للفوز ببطولة الدوري الاميركي لكرة السلة للمحترفين للمرة الاولى من 12 عاماً وهو الفوز ال 12 في تاريخه بالدوري، وتوج اللعب بلقب الافضل في النهائيات. وجديد اونيل هو نيله الشهادة العليا في العلوم الطبيعية من جامعة لويزيانا، ولم تمنعه الشهرة الطاغية والنجاح في الرياضة والسينما، والثراء الفاحش ودخله السنوي الذي يزيد على 40 مليون دولار عن إكمال تعليمه الجامعي. شوماخر أعاد "شومي الكبير" الفرحة للجماهير الايطالية من عشاق الفيراري، وظلت الاعلام الحمراء مرفوعة في مدينة مارانيللو مقرالفريق لأكثر من شهرين، وتوارت كرة القدم كثيراً خلف الفورمولا واحد، واحتل شوماخر صدارة الصفحات الرياضية على حساب زيدان ودل بييرو وفييري. شوماخر أكثر السائقين مهارة ومغامرة أنهى مسلسل التفوق المتكرر لمنافسه الفنلندي ميكا هاكينين، واحرز بجدارة بطولة العالم للجائزة الكبرى بفارق كبير منافسه الفنلندي. وحقق ايضاً لفريق فيراري بطولة العالم للصانعين على حساب ماكلارين. النجم الاول وودز 100 مليون دولار، هي قيمة العقد الاعلاني الجديد للنجم تايغر وودز مع احدى شركات الملابس الرياضية الكبرى، ويعكس هذا الرقم الضخم حجم الشهرة والحب والنجاح الذي حققه وودز في العام 2000. فاز وودز بثلاثة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، وبدأ في بطولة بريطانيا المفتوحة وتبعها في بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة... واخيراً في بطولة رابطة اللاعبين المحترفين، ورفع مجموع انتصاراته خلال العام الى 9 بطولات، لكن الاكتساح الكبير والارقام القياسية الوفيرة كانا الفاصل الاكبر بين وودز وبين كل منافسيه. وأبرز أرقامه في العام 2000 كانت تسجيل 272 ضربة فقط في بطولة الولاياتالمتحدة، وهو أقل عدد من الضربات في تاريخ البطولة متساوياً مع جاك نيكلاوس ولي غانزين، لكن وودز يتوفق عليهما لأنه سجل هذا العدد المحدود في 72 حفرة مقابل 70 حفرة فقط لنيكلاوس وجانزين. وحقق وودز في البطولة ذاتها فارقاً قدره 15 ضربة قبل الثاني، وهو رقم قياسي تاريخي لأكبر فارق بين البطل والوصيف في المسابقات التي تشمل 72 حفرة، وحطم الرقم السابق لأكبر فارق وقدره 13 ضربة وظل صامداً من بطولة بريطانيا المفتوحة عام 1862. وكان وودز سجل 269 ضربة فقط في بطولة بريطانيا على ملاعب سان اندروز وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة، وسجل 19 ضربة تحت المعدل وهو رقم قياسي ايضاً، وبات في النهاية أصغر لاعب في التاريخ يحرز كل الالقاب الاربعة.