مرت في يوم 10/11/2000 الذكرى الخامسة والعشرون لصدور قرار الأممالمتحدة 3379 الذي اعتبر الحركة الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. ووصفها مع نظيرتيها في روديسيا سابقاً وجنوب افريقيا، حينها بالصفة نفسها. وخلال تلك الفترة ما زالت دولة الكيان الصهيوني، وليدة الحركة وتطبيقها العملي الفلسطيني بخاصة، داخل أرضه وخارجها، وتشكل خطراً مستمراً على السلام الدولي. عاش هذا القرار الدولي منذ صدوره عام 1975 وحتى إلغائه عام 1991، معترفاً به وملزماً لأعضاء الأممالمتحدة، أسوة بغيره من القرارات الدولية، أي أنه قرار الشرعية الدولية التي تتباكى عليها إدارات البيت الأبيض وأعوانها التابعون لها الآن. ولذلك اغتنمت لإلغائه فرصة التحولات التراجعية في موازين القوى الدولية، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتخلخل ميزان قوى التحرر الوطني الديموقراطي وتقاعس القيادات والحكومات المعنية بتطبيق هذا القرار. استندت الأممالمتحدة في توصيفها للحركة الصهيونية وإسرائيل بهذا التوصيف التاريخي العلمي لقرارات دولية، ومؤتمرات عالمية، وإرادات جماعية لبلدان وشعوب من القارات الخمس، وليس من العالم العربي وحسب. من بينها قرار مؤتمر وزراء خارجية البلدان غير المنحازة الذي عقد في ليما أواخر آب اغسطس 1975، الذي شجب الحركة الصهيونية بحزم ووصفها "خطراً على السلام العالمي والأمن الدولي، ودعا جميع البلدان الى الوقوف ضد هذه الإيديولوجية العنصرية والإمبريالية". ... ولا شك أن الحروب العربية الإسلامية لعبت دورها في إضعاف الموقف العربي أساساً، وتبهيت قدراته على فرض الشرعية الدولية التي سعت الولاياتالمتحدة ودولة إسرائيل الصهيونية كل تلك الفترة لأجل إلغائه. وفي حوار مع المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة في لندن، وهو شاهد من داخل دولة الإرهاب الرسمي والتمييز العنصري، ذكر أن الدولة تسعى لإفراغ قوانينها الداخلية من أي إشارة للعنصرية والتمييز العنصري، وتعمل بحذر إزاء القانون وتستخدمه لصالحها دولياً. وتعمل هذه الدولة على تغليف صورتها وتزيينها إعلامياً في الوقت الذي لا تستطيع إخفاء وجهها الحقيقي وعدوانها السافر على الشعب الفلسطيني وحربها الدموية ضد أبنائه. ومن نافلة القول إن كل الفترة التي أعقبت إلغاء هذا القرار الدولي لا تغير من حقيقته وضرورة العودة إليه، والعمل على إعادة شرعيته الدولية. ولعل من فضائل انتفاضة الأقصى كشفها بالملموس وأمام العالم حقيقة إسرائيل العنصرية، وتعرية ممارساتها العدوانية البشعة وسياساتها التمييزية الصارخة التي تدعو الى النظر الى قرار الأممالمتحدة، والنضال من أجل إعادته الى موقعه من قرارات الشرعية الدولية الملزمة التطبيق، والعمل على تفكيك اركان الدولة العنصرية الاستيطانية. كاظم الموسوي - كاتب عراقي مقيم في لند