يعتبر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم /3379/ بتاريخ 10/11/1975 حول اعتبار "الصهيونية شكلاٍ من أشكال العنصرية والتمييز العنصري" من أهم القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة، إن لم يكن أهمها على الاطلاق، في ما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي واعطاء توصيف عالمي قانوني سياسي للصهيونية يظهرها على حقيقتها. استند هذا القرار الى اعلان هيئة الأممالمتحدة والتصريح الوارد فيه القائل ان "كل عقيدة للتفريق العنصري أو للتفوق العرقي كاذبة على الصعيد العلمي، وجديرة بالادانة على الصعيد الاخلاقي، وجائرة وخطيرة على الصعيد الاجتماعي". واعتبر هذا القرار أن "للنظام العرقي في فلسطينالمحتلة وللنظامين العرقيين في زيمبابوي وجنوب افريقيا أصلاً امبريالياً واحداً وتشكل كلاً واحداً، وتملك بنية عرقية متماثلة، وترتبط ارتباطاً عضوياً في ما بينها بسياستها الهادفة الى امتهان كرامة الانسان وحرمته". كما أشار القرار الى مؤتمر وزراء خارجية البلدان غير المنحازة الذي انعقد في ليما بتاريخ 25-30/8/1975 "الذي شجب الصهيونية بحزم بوصفها خطراً على السلام العالمي والأمن الدولي ودعا جميع البلدان الى الوقوف ضد هذه الايديولوجية العنصرية والامبريالية". تم التراجع عن هذا القرار وإلغاؤه عام 1991 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد سعي محموم من اسرائيل والولايات المتحدة وبفضل التقاعس العربي الذي سمح لاسرائيل باطلاق هجوم مضاد على الصعيد العالمي وتحقيق اختراقات ومكتسبات سياسية وديبلوماسية واقتصادية. في الواقع، إن النجاح في مهمة عزل اسرائيل عالمياً لا يتحقق اذا لم يتم عزل ومقاطعة اسرائيل عربياً. فالدول العربية يجب ان تبدأ بنفسها وأن تكون منسجمة مع رغبات وطموحات وأهداف شعوبها بعدم اقامة أي علاقة مع اسرائيل سوى علاقة الصراع. وعندما تكون إسرائيل معزولة عربياً عندئذ يكون لدينا المصداقية بالتوجه الى بلدان عدة في العالم تجمعنا وإياها روابط ومصالح مشتركة لنطالبها بالاخلاص الى هذه الروابط والمصالح وعزل اسرائيل عالمياً. تأسيساً على ذلك، مثلما ندعو الى ارتقاء القيادة الفلسطينية الى مستوى عنفوان وتضحيات وأهداف الشعب الفلسطيني، فإننا ندعو الى ارتقاء الحكومات والأنظمة العربية الى مستوى رغبات شعوبها التي تطالب، من ضمن ما تطالب، باغلاق سفارات العدو وطرد سفرائه وممثليه وقطع كل أشكال العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني، وخصوصاً بعد اندلاع حرب الأقصى. في هذا السياق، ندعو المفكرين والمثقفين العرب، الذين يهمهم الانسان العربي، والكرامة العربية، ومستقبل الأمة العربية، وتهمهم معاداة اسرائيل والصهيونية، ندعوهم الى التنادي والاتصال واللقاء على الصعيد الوطني في كل بلد عربي، وبلقاء عام على الصعيد القومي من اجل اعادة الاعتبار لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة/ 3379/ الصادر بتاريخ 10/11/1975، والذي تم إلغاؤه عام 1991، ونقترح ان يكون يوم 10/11/2000 مناسبة للاحتفال بمرور ربع قرن على هذا القرار وخطوة ضرورية كي يتنادى المفكرون والمثقفون العرب لتأكيد اقتناعهم والتزامهم بأن "الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري". * كاتب فلسطيني مقيم في دمشق.