بعد توقف استمر ستة أشهر، استأنفت سلسلة "آفاق الكتابة" أخيراً الصدور بديوان "أنشودة المطر" لبدر شاكر السياب. وكان نشاط "آفاق الكتابة" التي يرأس تحريرها الروائي ابراهيم أصلان، وتعتبر من أبرز سلاسل الكتب التي تصدرها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، تجمد عقب تفجر أزمة نشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر في أواخر شهر نيسان ابريل الماضي. وبدأت تلك الأزمة بمقال نشرته صحيفة "الشعب"، لسان حال حزب العمل المتحالف مع التيار الاسلامي المتشدد، تحت عنوان "من يبايعني على الموت" تضمن هجوماً عنيفاً على المسؤولين عن نشر الرواية وتحريضاً على قتلهم، بدعوى أن "وليمة لأعشاب البحر" التي صدرت في طبعات عدة في منتصف الثمانينات "تزدري الدين الاسلامي". وحمل ديوان السيّاب الرقم 40 في السلسلة علماً أن الكتاب السابق عليه كان رواية "إنه جسدي" للكاتبة اليمنية نبيلة الزبير، وبحسب قائمة اصدارات السلسلة فإن العددين التاليين هما رواية "الست ماري روز" التي كتبتها اللبنانية اتيل عدنان بالفرنسية وترجمها جيروم شاهين الى العربية، ورواية "الفراشة الزرقاء" لربيع جابر. أما ديوان "أنشودة المطر" فتصدرته مقدمة لنبيل ياسين حول "السيّاب مجدد القصيدة العربية" والصيغة المعاصرة للملحمة والأسطورة، كما جسدتها قصائد الديوان نفسه. ويشير سليمان الى أن السياب الذي مات عن ثمانية وثلاثين عاماً، اشتهر قبل موته بأنه كان شاعراً ورائداً أساسياً من رواد التجديد الشعري، ونموذجاً للشاعر الضحية والشاعر "الأضحية" الذي ضحت به السياسة لأغراضها الخاصة، أو تفضيلاً لموقف شخصي لهذا أو ذاك من أعضاء الحزب. ويضيف أن موت السياب تحول، على رغم ذلك، الى انتصار، موضحاً أن أحد الجوانب الأساسية التي يكمن فيها هذا الانتصار هو أن ما هو حزبي وايديولوجي، بالنسبة الى الشاعر يفنى، ولا يبقى إلا الشعر والأفكار المبتكرة والحضور الشعري... وجميعها تمتع بها السياب في حياته وبعد موته الفاجع الذي لم تخف مأسويته الأهداف السياسية التي تخلت عنه فتخلى عنها