بين اسئلة المؤرخين والآثاريين العراقيين: أهي قبة السيدة زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد وأم ولده الأمين أم هي قبة قبر السيدة زمرد خاتون زوج الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله وأم ولده الخليفة الناصر لدين الله؟ تعالت استغاثة في صيغة سؤال ثالث: "ليس السؤال أهي قبة زبيدة أم زمرد بل من ينقذها من الانهيار؟". وبحسب صحيفة "الزوراء" الاسبوعية الصادرة في بغداد فإن المؤرخين والآثاريين باختلاف آرائهم واجتهاداتهم ينفون على الأرجح أن يكون الضريح للسيدة زبيدة من انها "مدفونة في مقابر قريش" في منطقة الكاظمية وسط بغداد. ويرجّح الآثاري العراقي علاء الدين العاني ان القبة تعود الى السيدة زمرد خاتون زوج الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله والمتوفاة عام 599 للهجرة مستنداً الى دلائل عدة بينها العناصر المعمارية والزخرفية السائدة آنذاك. وتقع قبة السيدة زمرد خاتون في "مقبرة الشيخ معروف" الواقعة في جانب الكرخ من نهر دجلة وسط بغداد وهي مشيدة على بدن مثمن يرتفع عن الأرض ثمانية أمتار فيما ترتفع القبة عنه 13 متراً ليكون الارتفاع الكلي 21 متراً. وتشير الصحيفة الى ان هذا المكان وعلى رغم أهميته الآثارية "أصبح مزاراً وموقعاً آثارياً تفد اليه القوافل السياحية"، الا ان عمليات صيانة لم تجر له منذ عام 1973، بينما تؤكد انه اضافة لاحاطته بالنفايات بدا هشاً أمام عاصفة ترابية مرت في بغداد مطلع العام فتكسر ما في القبة من زجاج وسقط بعض أجزائها وتهشم بعض مقرنصاتها. ويبدو ان هذا الأثر الذي كان يضم أيضاً مدرسة سميت "مدرسة أم الناصر" إذ أوقفتها زمرد خاتون على المذهب الشافعي وافتتحت عام 589 للهجرة وتضمنت مسجداً ومساكن للطلبة، لا يختلف في ما قد يواجهه من مخاطر الانهيار، عما يواجهه عدد من العلامات الآثارية الاسلامية داخل بغداد، كمنارة "جامع سوق الغزل" ومنارة "جامع الخلفاء" اضافة الى التشققات التي باتت تهدد منارة ضريح السهروردي. من جهته قال المهندس كاظم الخزعلي الذي كان ضمن فريق هندسي متخصص في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، ان دائرته الهندسية بدت عاجزة عن صيانة المراكز الآثارية الاسلامية في بغداد التي تزيد على 150 بحسب الخزعلي، مؤكداً ان "العجز المالي" كان الجواب شبه الثابت لديوان الوزارة بما جعل عمل الدائرة الهندسية في مجال صيانة المراكز الاسلامية الآثارية متوقفاً. وأضاف الخزعلي: ان مبالغ ضخمة جداً صرفت على انشاء جوامع حديثة مبالغ في معمارها تعلو قبور أشخاص من السلطة العراقية كجامع عدنان خير الله وزير الدفاع العراقي الذي قتل في انفجار طائرة عمودية عام 1989 وجامع لمؤسس البعث الحاكم ميشال عفلق الذي قالت عنه الحكومة العراقية انه تحول الى الاسلام قبل وفاته وآثر أن يتم اعلان ذلك بعد وفاته، اضافة الى بناء "جامع صدام الكبير" الذي قصد منه الرئيس العراقي أن يكون أكبر جامع في العالم. وبدأ العمل فيه منذ عام 1998 وفي مساحة تغطي مطار بغداد القديم الذي سيبنى الجامع على أرضه، وجامع آخر في منطقة المنصور سيأخذ موقع "ميدان سباق الخيل" اضافة الى "جامع الملاحويش" الذي بناه ديوان الرئاسة العراقية "ترحماً" على روح والد أكثر من مسؤول عراقي بينهم وزير التصنيع العسكري عبدالتواب الملاحويش.