سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ورقة كلينتون" لا تذكر اللاجئين وتؤكد ضم المستوطنات الكبرى حول القدس لاسرائيل . وفدان فلسطيني واسرائيلي الى واشنطن اليوم لمناقشة صيغة معدلة لكامب ديفيد مع مسؤولين اميركيين
يتوجه مفاوضون فلسطينيون واسرائيليون الى واشنطن مساء اليوم الاثنين لبدء مفاوضات مع المسؤولين الاميركيين غداً الثلثاء وذلك في ما يبدو تتويجا للاتصالات الماراثونية التي تجريها الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية والاميركية قبل خروج بيل كلينتون من البيت الابيض نهائيا، وقبل الانتخابات الاسرائيلية لوقف الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة مقابل تحقيق اتفاق عماده "كامب ديفيد"" لا يخرج عن نطاق التحذلق في المصطلحات والالفاظ ويبقي القضايا الرئيسية عالقة من دون حل. أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان المفاوضات مع الاسرائيليين ستستأنف قريباً في واشنطن وفي المنطقة للبحث في قضايا الحل النهائي، مشيراً الى ان الفلسطينيين لا يطالبون ب"المستحيل" بل بتنفيذ الاتفاقات الموقعة. ويأتي اعلان عرفات بعد محادثة تلفونية مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون استغرقت 45 دقيقة مساء اول من امس السبت أكد فيها الاخير "تصميمه على بذل كل الجهود لإنقاذ عملية السلام". وقال عرفات للصحافيين بعد لقاء مع تسعة من النواب العرب واليساريين اليهود في البرلمان الاسرائيلي الكنيست ان وفداً فلسطينيا وآخر اسرائيليا سيتوجهان الى واشنطن للتباحث مع الادارة الاميركية في سبل "دعم مسيرة السلام والحفاظ عليها وتثبيت ما اتفق عليه". وفي رده على سؤال بشأن ما تردد عن ورقة كلينتون حول السيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم الشريف مقابل التنازل عن قضية اللاجئين قال الرئيس الفلسطيني: "هذا لم يبحث وسيبحث في واشنطن لم نبحث في التفاصيل". واضاف: "نحن لا نطلب المستحيل بل تنفيذ الاتفاقات الموقعة بحضور الولاياتالمتحدة والاردن ومصر وآخرها في شرم الشيخ". ودعا حكومة باراك الى وقف العنف والقتل والى "سحب المدرعات والمدفعية والدبابات من حول المدن وانهاء الحصار التمويني والاقتصادي والعسكري". ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الاتصالات التي سيجريها الوفدان الاسرائيلي والفلسطيني في واشنطن بأنها تندرج في اطار "التوجه الاميركي للتشاور مع الطرفين بشكل متواز ومنفصل للبحث في امكانية الحديث عن اتفاق" ورجح ان تبدأ هذه المشاورات غداً الثلثاء. ونفى عريقات صحة الانباء التي تحدثت عن وجود وثيقة تقدم بها كلينتون للطرفين لاحراز اتفاق وتوقيعه قبل العشرين من كانون الثاني يناير المقبل او وجود عرض اسرائيلي في هذا الشأن، وقال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية: "هذه انباء لا صحة لها على الاطلاق ولم تطرح في اللقاء الذي جرى بين عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي الخميس الماضي مواضيع ذات مضمون". ودعا من جهته اسرائيل الى وقف عمليات الاغتيال وقتل الفلسطينيين ورفع الحصار "لإعطاء فرصة لإحياء عملية السلام". واسهب السياسيون والاعلاميون في اسرائيل في الحديث عن "وثيقة كلينتون" لابرام اتفاق نهائي مع الفلسطينيين تستند في اساسها الى المواقف الاسرائيلية من تسوية محتملة بشأن القدس واللاجئين والمستوطنات اليهودية. وتحدث وزير الخارجية الاسرائيلي بن عامي امس عن ضرورة "ايجاد حل بشأن جبل الهيكل الحرم القدسي وجعل الوضع الحالي والاشراف الفعلي الموجود على الارض نهائيا"، في اشارة الى الموقف الاسرائيلي السابق بشأن الابقاء على "الوضع القائم" في الحرم وابقاء السيادة والسيطرة الكاملة عليه بيد اسرائيل. وقال في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "رسميا نتمتع بالسيادة على جبل الهيكل لكننا في الحقيقة رهينة له. فأيام الجمعة المسلمون يصلون في هذا المكان وليس اليهود بسبب قواعد الدين اليهودي". ويلزم الدين اليهودي اتباعه بعدم دخول منطقة الحرم باعتباره "قدس الاقداس قبل توافر طقوس دينية خاصة تسمح بموجبها لكبير الحاخامين بالدخول". واضاف: "يجب ايجاد حل يعكس الروابط الخاصة القائمة بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل، وحائط المبكى يجب ان يبقى بالطبع خاضعا للسيادة الاسرائيلية". وتنسجم تصريحات بن عامي مع ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن نية اسرائيل التقدم بصيغ "اكثر غموضا" في قضية القدس بحيث تعترف بالسيطرة العملية في الحرم القدسي الشريف من خلال التشديد على "الرابطة التاريخية للشعب اليهودي بهذا الموقع". ونفى بن عامي من جهته ان تكون ادارة كلينتون قدمت اقتراحات تسوية ولكنه رفض الدخول في تفاصيل في شأن استعداد اسرائيل الانسحاب من اكثر من 90 في المئة من الضفة الغربية. واوضح: "قد يكون من الممكن تحسين اقتراحاتنا... لدي انطباع بان السلطة الفلسطينية تريد اخماد موجة العنف الحالية وانه بوسعنا التوصل الى اتفاق نهائي". واعلن ناطق حكومي اسرائيلي امس ان بن عامي سيتوجه اليوم الاثنين الى واشنطن لاجراء مشاورات مع مسؤولين اميركيين حول عملية السلام. ووفقا لما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية امس فان "وثيقة كلينتون" لاتفاق دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين تتضمن النقاط الآتية: - النص المكتوب لاتفاق محتمل لا يتضمن اي ذكر لحق العودة للاجئين الفلسطينيين او الاعتراف به، بل يتضمن صيغة مفادها ان الدولة الفلسطينية المستقلة وحكومة اسرائيل تبحثان في المستقبل في الآلية التي تمكن فلسطينيين من استعادة حقوقهم التي فقدوها عام 1948 اي عدم ذكر كلمة لاجئين وكذلك ازالة "ال" التعريف من كلمة الفلسطينيين للانتقاص من حقوق جميع اللاجئين الفلسطينيين. - مقابل التنازل عن حق العودة، يكون للفلسطينيين في الضفة الغربية ممر الى الحرم الشريف عبر الاحياء في شرق القدس: احياء بيت حنينا وشعفاط والشيخ جراح وصلاح الدين التي ستكون، مثل الممر ذاته، تحت السيادة الفلسطينية. - كل المستوطنات حول القدس، بما فيها "معاليه ادوميم" من الشرق و"جبعات زئيف" من الغرب اي المستوطنات المقامة خارج حدود القدس وكذلك المستوطنات مثل "بسغات زئيف" و"غيلو" والتلة الفرنسية هي خارج المفاوضات من ناحية اسرائيل ولا تقع ضمن المنطقة التي تعتبر من الضفة الغربية. ولم تطرح مسألة المستوطنات اليهودية في قطاع غزة حيث من الواضح للطرفين ان بقاءها، حسب المصادر الفلسطينية، لم يرد في الحسبان وان الاتفاق سيتضمن صيغة لإخلائها. - عند خصم اي ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة والاحياء المحيطة بالقدس أي المستوطنات بما نسبته خمسة في المئة من اراضي الضفة الغربية، فإن المنطقة التي ستعاد الى الفلسطينيين ستستند الى مبدأ ثلاثة في المئة " 95 في المئة من المنطقة المتبقية في الضفة الغربية، يضاف الىها ثلاثة في المئة تنقل الى الفلسطينيين من مناطق اسرائيل منها واحد في المئة من منطقة محاذية لقطاع غزة في الجنوب في صحراء النقب.