حمل "حزب المؤتمر الوطني الشعبي" السوداني المعارض الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي بشدة على الحكومة، ووصفها بأنها "دولة بوليسية" مهدداً برد "بوسائلنا المعروفة"، فيما حمل الترابي في شدة على السلطات مؤكداً ان المواطنين "عازمون على تغييرها". روى الدكتور حسن الترابي رئيس "حزب المؤتمر الوطني الشعبي السوداني الاسلامي" المعارض امام حشد من أنصاره في الخرطوم، عقب عودته من الفاشر ظهر امس، ان السلطات ضايقت مؤيديه الذين جاؤوا لاستقباله في غرب البلاد "ولم تسمح لهم بدخول المدينة الا في نهاية الليل"، وانها منعته من اقامة ندوة، مما اضطره للتحدث الى المصلين عقب صلاة التراويح. ووصف الترابي الأوضاع في غرب السودان بأنها "متردية، وان المواطنين يئسوا من الحكومة، وعازمون على تغييرها بعد تفشي النهب المسلح وتوقف التعليم بسبب عجز الحكومة عن صرف أجور المعلمين وفصل الموظفين الذين لا يؤيدون الحزب الحاكم"، مشيراً الى "ان الفترة السابقة شهدت مقتل ستة من رجال الشرطة ونهب شاحنات قادمة من ليبيا براً". وذكر انه التقى حاكم ولاية شمال دارفور التي زارها وأحد وزرائه بطلب منهما. وقال ان السلطات في الفاشر كانت قلقة وتابعته حتى مطار الفاشر لحظة مغادرته بعشرة سيارات عسكرية بها عناصر أمنية وعسكرية مدججة بالسلاح. الى ذلك، أعلن نائب الأمين العام للحزب الدكتور علي الحاج ان حادثة مطار الخرطوم التي سعت من خلالها السلطات الامنية الى منع الترابي من السفر الى الفاشر أول من امس "ستدفع الحزب الى التعامل مع الحكومة بواقع جديد" لم يحدده، مهدداً "دولة الأمن لا يمكن ان تحكم المؤتمر الشعبي وسنشق طريقنا بوسائلنا المعروفة". وقال في مؤتمر صحافي امس "ان الترابي ذهب الى الفاشر للقاء 31 من كوادره الذين أفرجت السلطات عنهم أخيراً بعد صدور حكم قضائي في حقهم، وقضوا في المعتقل مدداً متفاوتة أقصاها 89 يوماً، الأمر الذي يخالف قانون الامن الوطني الذي يمنع اعتقال اي شخص أكثر من 33 يوماً". وعن اتهام السلطات للمؤتمر الشعبي بأنه يسعى الى التشويش على الانتخابات، قال الحاج انه "لا توجد انتخابات اصلاً في غرب البلاد، وفي دائرتين من الفاشر لم يقترع من ثلاثة ايام الا 43 شخصاً فقط، وهناك مقاطعة شعبية للانتخابات". ووصف البيان الذي أصدرته شركة "الخطوط الجوية السودانية" في شأن سفر الترابي الى الفاشر بأنه "كاذب، وصدر عن جهاز الأمن وليس شركة الطيران". وكانت الشركة قالت في بيان "ان المؤتمر الشعبي تعاقد معها للقيام برحلة خاصة الى الفاشر الا ان الطائرة المخصصة له كانت في رحلة طارئة الى بورتسودان ووجه مدير الشركة على سفرهم في رحلة عادية، وعندما تأخرت اجراءاتها وحان موعد اقلاعها تجمهرت مجموعة من الوفد للحيلولة دون اقلاعها، في حين ان السلطات المختصة كانت لا تزال تباشر استكمال اجراءاتها". واشارت الى "انه بعد اكتمال الاجراءات صعدوا الى الطائرة التي أقلتهم الى الفاشر". لكن "الاسلاميين الوطنيين" في الشركة، وهم من مؤيدي الترابي، دانوا "مسلك الحكومة واجهزتها الأمنية". ودعوا الحكومة الى تصفية حساباتها بعيداً عن الخطوط السودانية "حتى لا يكون خصماً على سمعتها"، واتهموا السلطات الأمنية بأنها "باتت تتعامل مع الشركة كأنها احدى اداراتها"، واعتبروا ما تم بأنه "مخالف للقوانين الدولية التي تنظم الطيران المدني ومخالف لقوانين الشركة والاخلاق السودانية".