شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي وحكّام الولايات، اضافة الى الفوز الساحق للجمهوريين، ظواهر لافتة، بينها انتخاب أول أسود سناتوراً في ولاية جنوبية، منذ حرب الانفصال في القرن التاسع عشر، واختيار أصغر سيدة عضواً في الكونغرس. كما انتُخب حفيد الرئيس السابق جورج بوش الأب مسؤولاً في ولاية تكساس، فيما فشل حفيد الرئيس السابق جيمي كارتر في الفوز بحاكمية ولاية جورجيا. كما صوّت الناخبون الأميركيون على 146 مشروع قانون تطاول مسائل كثيرة تعكس اهتمامات كل ولاية وتنوعها، مثل تشريع الماريجوانا ورفع الحد الادنى للأجور وصيد الدببة وحظر تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية. ويضمّ الكونغرس الجديد اكثر من مئة امرأة، وهذا رقم قياسي. كما باتت إيليز ستيفانيك (30 سنة) التي عملت في البيت الابيض في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أصغر امرأة تُنتخب عضواً في الكونغرس، ممثلةً ولاية نيويورك في مجلس النواب. والرقم القياسي السابق يعود الى النائبة الديموقراطية السابقة اليزابيث هولتزمان التي انتُخبت عام 1972 وكان عمرها 31 سنة. واختار الناخبون في ولاية ساوث كارولاينا، الجمهوري تيم سكوت ليمثلهم في مجلس الشيوخ، فبات اول اسود يُنتخب في الجنوب منذ حرب الانفصال في ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر. والمفارقة أن سكوت (49 سنة) سيمثّل الولاية التي بدأت منها حرب الانفصال عام 1861، علماً انه سناتور منذ عام 2013، لكنه حلّ مكان عضو مستقيل ولم يُنتخب عبر صناديق الاقتراع. في المقابل، لم تنجح المرشحة الجمهورية السوداء ميا لاف (38 سنة) في الفوز بمقعد في مجلس النواب عن ولاية أوتا. ولاف اميركية من اصل هايتي تنتمي الى طائفة المورمون، كانت فشلت عام 2012 في دخول المجلس، بفارق اقل من 800 صوت. وأفادت توقعات بثّتها شبكة «سي إن إن» بإعادة انتخاب الجمهوري ناثان دييل حاكماً لولاية جورجيا، بفوزه على منافسه الديموقراطي جيسون كارتر، عضو مجلس شيوخ الولاية حفيد الرئيس السابق جيمي كارتر. وفي مقابل فشل حفيد كارتر، انتُخب جورج بريسكوت بوش، حفيد الرئيس السابق جورج بوش الاب وابن شقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، «مفوضاً للاراضي» في ولاية تكساس جنوبالولاياتالمتحدة. وأوردت وسائل اعلام اميركية ان بوش (38 سنة)، وهو محام، هو أول افراد عائلة بوش يفوز من المرة الاولى التي يترشح فيها في انتخابات، علماً انه نجل الحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش، أحد المرشحين الجمهوريين المحتملين لانتخابات الرئاسة عام 2016. ومنصب «مفوض الاراضي» ليس معروفاً في الخارج، لكن شاغله يتمتع بصلاحيات ضخمة. وأقامت تكساس بعد ثورة استقلالها عام 1836، هذا المنصب قبل منصب الحاكم. ويدير «مفوض الاراضي» بلايين الدولارات من الممتلكات والاستثمارات والحقوق المنجمية في الولاية. في غضون ذلك، وافق الناخبون في ولايتَي أوريغون وألاسكا والعاصمة واشنطن دي سي، على قانون يشرّع امتلاك الماريغوانا. وما زال القانون الفيديرالي يحظّر استهلاك الماريجوانا او بيعها او امتلاكها، لكن نحو 20 ولاية اميركية شرّعت الأمر في شكل جزئي او تام. وصوّت ناخبون في ولايات كثيرة، على مسائل مثل زيادة الحد الادنى للأجور (يبلغ 7.25 دولار في الساعة)، وفرض قيود على الحق في الاجهاض، ومراقبة الاسلحة النارية والمواد المعدلة وراثياً، وتاييد تدبير يمنع استخدام الطعم لصيد الدببة. وفي آلاباما، صوّت الناخبون على سؤال عن وجوب إخضاع محاكم الولاية لأي قانون أجنبي، علماً أن السناتور جيرالد الين كان طرح فكرة سنّ قانون يحظّر تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية.