يتوقع ان تشهد روما وساحة الفاتيكان اليوم، تظاهرات حاشدة لعدد من القوى السياسية اليسارية والتنظيمات الشبابية والطلابية، احتجاجاً على الزيارة التي يقوم بها زعيم اليمين المتطرف في النمسا يورغ هايدر للفاتيكان لمقابلة البابا يوحنا بولس الثاني. وتأتي هذه الزيارة بعد تقديم هايدر الى الفاتيكان لمناسبة عيد الميلاد، هدية هي عبارة عن إحدى أشجار الحور العملاقة من ولاية كيرنان النمسوية حيث يتولى منصب الحاكم فيها. ونصبت الشجرة المذكورة في وسط ميدان القديس بطرس، بعدما خضعت نقلها إلى روما وغرسها في الميدان، لحراسة مشددة من جانب قوة الحرس السويسري للفاتيكان وقوى الأمن الإيطالية، للحيلولة دون محاولة إسقاطها من قبل عناصر الشبيبة اليسارية المتطرفة. واتخذت السلطات الإيطالية إجراءات أمنية مشددة أمام حاضرة الفاتيكان لمواجهة أعمال عنف محتملة، او قيام متظاهرين بالاعتداء على الزعيم اليميني الذي تتهمه القوى اليسارية الإيطالية بانه داعية للعنصرية ومعادٍ للسامية. وقررت أحزاب اليسار الإيطالي وتنظيمات المهاجرين القيام بتظاهرة كبيرة تطوف شوارع المركز التاريخي للعاصمة الإيطالية روما اليوم، رافعة شعارات الاحتجاج على الزيارة ومطالبة البابا بعدم استقبال هايدر. كما اصدرت الجالية اليهودية في إيطاليا بياناً استنكرت فيه الزيارة، على اساس ان استقبال البابا لهايدر يشكل إهانة لليهود ويتجاهل مشاعرهم، بعد تصريحات للزعيم النمسوي، أبدى فيها تعاطفه مع المحاربين النمسويين القدامى الذين خدموا ضمن الوحدات العسكرية والأمنية النازية، اضافة الى اشادته بسياسة العمل التي كان يطبقها الزعيم النازي ادولف هتلر في تجنيد عمالة أجنبية كبيرة، بينها يهودية.