} ندد زعيم اليمين المتطرف في النمسا يورغ هايدر بردود الفعل "الهستيرية" التي صدرت في اسرائيل تعليقاً على النجاح الذي حققه في الانتخابات الاشتراعية الأخيرة في بلاده. وابدى أسفه لتصريحات بدا وكأنه يشيد فيها بادولف هتلر. وكانت تل ابيب هددت بخفض مستوى علاقاتها الديبلوماسية مع فيينا اذا دخل هايدر الحكومة النمسوية. كلاغنفورت النمسا، لندن - أ ف ب - ندد زعيم حزب الحرية النمسوي يورغ هايدر امس الخميس باعلان اسرائيل عزمها على اعادة النظر في علاقاتها مع بلاده، في حال مشاركة حزبه في الحكومة الجديدة. ووصف هذا الموقف في تصريح الى وكالة انباء "اي بي اي" النمسوية بأنه "غير متحضر". وقال في تصريح ادلى به في كلاغنفورت عاصمة المقاطعة التي يحكمها: "في عالم متحضر، لا نلجأ الى التهديد بل نجلس الى طاولة المفاوضات، عندما تكون هناك خلافات في الرأي". واضاف هايدر: "كثيرون يقولون اليوم : الآن نعرف لماذا يوجد عداء للسامية"، واصفاً ردود الفعل في اسرائيل بأنها "هستيرية". وأعلن انه لا يفهم ردود الفعل هذه ولم يدل أبداً بتصريحات معادية للسامية. كما اوضح انه ينوي القيام بجولة اوروبية تقوده الى روما وباريس ولندن، لشرح افكاره السياسية. وكان الزعيم النمسوي اعرب عن أسفه لتصريحات بدا وكأنه يشيد فيها بادولف هتلر. وقال في مقابلة اجراها معه تلفزيون "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي مساء اول من امس، ان معارضيه السياسيين حرفوا تصريحاته، لكنه اقر بانه يأسف لقيامه في الماضي بالاشادة ببعض اوجه السياسة الهتلرية. وقال: "اعتقد ان عليّ ان آسف لذلك لأنه من الصعب ان نشرح عملية تاريخية معقدة ببضع كلمات" فقط، موضحاً ان ما اعتبر اشادة منه ب"النظام" الهتلري "كان مجرد عبارة في خطاب في البرلمان اخرجها المعارضون لي من اطارها واستخدموها لشن حملة ضدي". وعن تصريحات أخرى وصف فيها عناصر "وافن اس اس" من الوحدات الخاصة النازية - اس اس بأنهم "رجال يتمتعون بشخصية مميزة"، أجاب: "قلت ذلك في اجتماع انتخابي ولم يكن في امكاني ان اعلم من الموجود بين الحضور". وكان التهديد الاسرائيلي قوبل باستياء من جانب المستشار النمسوي فيكتور كليما الذي اعتبره تشويها لصورة بلاده وتدخلا في شؤونها الداخلية. وأعلنت تل ابيب عزمها على ارسال وفد "لطمأنة" الجالية اليهودية في النمسا البالغ تعدادها تسعة آلاف فرد. وكان حزب الحرية اليميني المتطرف احتل المركز الثاني بين الاحزاب النمسوية نتيجة الانتخابات التي جرت الاحد الماضي. ورغم احتفاظ الحزب الاشتراكي الذي يقود الائتلاف الحاكم حالياً بمركزه الاول فإن شريكه حزب الشعب المحافظ تراجع الى المركز الثالث، ما يعني ان الحزب الاخير سيكون مضطراً للانسحاب من الحكومة المقبلة، تنفيذاً لوعد قطعه في هذا الشأن في حال تراجعه في الانتخابات. واجمع المسؤولون على ان تصويت الناخبين النمسويين نابع من رغبة في التغيير ولا يشكل تنامياً للمشاعر "النازية". وحصل حزب الحرية على 22.27 في المئة من الاصوات، في مقابل 89.21 في المئة حصل عليها في الانتخابات السابقة عام 1995. وظل الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة كليما في المركز الاول بحصوله على 39.33 في المئة، في مقابل 06،38 في المئة في 1995. واعتبر هذا الأداء الاسوأ للاشتراكي منذ الحرب العالمية الثانية. وتراجع حزب الشعب المحافظ وهو الشريك الاصغر في ائتلاف اليسار - الوسط الحكومي، إلى المركز الثالث وحصل على 90.26 في المئة، في مقابل 29.28 في المئة في 1995. وفي ظل هذه النتائج، بدا يورغ هايدر الفائز الرئيسي في الانتخابات. وعزا المراقبون ذلك الى إعرابه صراحة عن اعتزامه إجراء تغييرات جذرية من بينها فرض قيود على الهجرة وخفض الدعم الحكومي بشكل دراماتيكي. وكان هايدر وضع الائتلاف الحزبي الموسع تحت ضغوط لاكثر من عشر سنوات، اذ دأب على الزعم بأن هذا الائتلاف ينتهج سياسية تتسم بالمحسوبية والمحاباة بين أعضاء الحزبين الرئيسيين. كما اتهم هايدر الحزبين الاشتراكي والمحافظ بانهما "تقاسما النمسا"، في وقت قدم نفسه "نصيراً لرجل الشارع العادي والمواطن الشريف". وكانت اللافتات المناهضة للاجانب التي رفعها حزب هايدر خلال الانتخابات، دعت إلى وضع حد للافراط في منح الأجانب اقامات و"وضع نهاية لسوء استغلال حق اللجوء السياسي".