الوضع في الجنوب، في ضوء تسارع الأحداث الساسية داخل إسرائيل، وتحريك العجلة الاقتصادية والإنمائية بعد الاجراءات الحكومية الأخيرة، والتحضير للقمة الفرنكوفونية التي تستضيفها بيروت، أبرز المواضيع التي ميزت النشاط الرسمي أمس في لبنان. تركز النشاط في قصر بعبدا أمس على مجموعة قضايا أبرزها الوضع في الجنوب الذي بحث فيه رئيسا الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي. وتطرقا الى مسألة الإسراع في تسلم محصول التبغ من الجنوبيين لتحريك العجلة الاقتصادية والانمائية في المنطقة، إضافة الى عدد من القضايا الداخلية والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في ضوء الاجراءات التي تتخذها الحكومة وتلك التي تتطلب اقرار قوانين في المجلس النيابي. وبحثا في الموقف الاقليمي بعد تسارع الاحداث السياسية داخل اسرائيل. واطلع لحود من وزير الثقافة غسان سلامة على نتائج زيارته الاخيرة لباريس واللقاءات التي عقدها على هامش اجتماع لمنظمة "يونسكو"، وشملت كبار المسؤولين الفرنسيين في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارتي الخارجية والثقافة، وتطرقت إلى الاسهام الفرنسي في التحضيرات الجارية للقمة الفرنكوفونية التي ستعقد في بيروت العام المقبل. وتقرر ارسال وفد تقني فرنسي قريباً للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الاجراءات التحضيرية للقمة. ونقل رئيس غرفة التجارة الدولية عدنان القصار الى لحود "ارتياح الهيئات الاقتصادية إلى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة أخيراً والتي انعكست ايجاباً على حركة الاسواق التجارية". وطالب ب"استكمال هذه الاجراءات خصوصاً لجهة اعادة النظر في معدلات الرسوم التي يدفعها ارباب العمل للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لأن ذلك يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي". وشدد رئىس الحكومة رفيق الحريري، في افطار امس، على "تجاوز الازمة الاقتصادية في اتجاه الحركة والنمو، بكل السبل والوسائل"، موضحاً ان "الاجراءات الحكومية رسمت المعالم الكبرى للسياسة الواردة في البيان الوزاري في الجانبين المالي والاقتصادي. وسنظل نعمل في الداخل والخارج على الوتيرة السريعة نفسها لتجاوز الجمود والكساد. ويتطلب الامر في كل الظروف عملاً وثيقاً بين الدولة والقطاع الخاص الذي تضرر من الازمة مثلما تضررت الخزينة واكثر، والذي يحتاج الى النهوض والنمو كما تحتاج اليه واردات الدولة". وتحدث عن "تحدي الحكمة والتوازن والثبات والهدوء، وتلمس المصالح، وسط الاجواء المضطربة في المنطقة، فسبب الاضطراب معروف، وهو التعنت الاسرائىلي، واستمرار العنف والحرب على المدنيين الفلسطينيين، واستمرار احتلال الارض في فلسطين وسورية ولبنان". واعتبر ان "الامر يتطلب منا اصغاء الى دواعي الوحدة الوطنية، ورعاية روح التوافق بيننا، والمحافظة على التضامن مع سورية، ووضع مستقبل دولتنا ونظامنا وعيشنا المشترك، بل الواحد نصب اعيننا وبالتشاور والتوافق والاعتدال، نستطيع تحقيق اكثر ما نريد، مما يتلاءم مع مصالحنا الوطنية، وانتمائنا القومي". وشدد نائب رئيس الحكومة عصام فارس على "أهمية توفير الاجواء والمناخات التي تشيع الثقة والاطمئنان في البلاد". وأشار خلال استقباله شخصيات سياسية وديبلوماسية الى "ان الحكومة ستعتمد الصراحة والواقعية والشفافية في مخاطبة الشعب ليكون على بينة من مجريات الامور ليتمكن من التمييز بين الممكن وغير الممكن، فلا يعيش في الاوهام والوعود والشعارات، وليدرك ويتفهم ويقتنع بما يمكن تحقيقه آنياً وبما هو مخطط له للمدى المتوسط والبعيد". وأكد ان "الاولويات هي تفعيل الدورة الاقتصادية ومعالجة الوضع المعيشي والحد من البطالة والغلاء والهجرة والسهر على ترسيخ الاستقرار والوحدة الوطنية، وهما عاملان اساسيان لدعم الاجراءات الاقتصادية والمالية". من جهة ثانية، قال السفير الهولندي في لبنان جان بيات دو زوان بعد لقائه وزير الدولة بيار حلو، ان "الحكومة الهولندية والاتحاد الاوروبي يعتقدان ان الوضع في جنوبلبنان يختزن الكثير من الاخطار والاحداث العنيفة والمقلقة، لذلك نحن قلقون ونراقب الوضع بدقة". وأوضح حلو انه استمع الى وجهة نظر دو زوان في شأن مزارع شبعا، مشيراً الى انها "متطابقة مع وجهة نظر الأممالمتحدة ومجلس الأمن". وأوضح انه ابلغه ان "المسألة مختلفة عما تعتقده بلاده. ومزارع شبعا ينطبق عليها قرار الأممالمتحدة الرقم 425 انطلاقاً من روحيته، إذ انه يدعو الى الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية. وبما ان لبنان اثبت لبنانية هذه المزارع فمن الطبيعي ان يسري تطبيق القرار 425 على هذه المنطقة لا القرار 242 الذي يتعلق بأراضي الجولان السورية انطلاقاً من روح القرارين والحيثيات التي رافقت صدورهما". وكان حلو أعلن بعد لقائه الرئيس بري تأييده للمبادرة التي بدأها الأخير في اتجاه بكركي. وقال إن "دور رئيس المجلس اساسي ومطمئن ويمكن ان يساعد في الاوساط المسيحية وخصوصاً عند البطريرك الماروني نصرالله صفير في شأن بعض الاسئلة عن مستقبل العلاقة مع سورية". وأعلن السفير الإيراني في لبنان محمد علي سبحاني بعد لقائه وزير المال فؤاد السنيورة، ان لبلاده "توجهاً معيناً لتزويد لبنان نفطاً ايرانياً بأسعار مخفوضة إذا قرر ذلك، وأن لدى رجال الأعمال الإيرانيين والشركات المختصة رغبة في المجيء الى لبنان والمساهمة في تنفيذ المشاريع التي تقترحها الدولة اللبنانية".