أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الفرانكوفونية الدكتور بطرس غالي انه سيزور بيروت بين السابع والعشرين من نيسان ابريل المقبل والثلاثين منه، لمناسبة انعقاد مؤتمر منظمة الجامعات الناطقة كلياً او جزئياً باللغة الفرنسية في لبنان. جاء ذلك في رسالة بعث بها غالي امس الى ندوة بعنوان "يوم الصحافة العربية الفرانكوفونية" تستمر الى اليوم في فندق "بريستول"، مثّل الحكومة اللبنانية فيها وزير الدولة ميشال ادّه، بعد اعتذار رئيسها رفيق الحريري اول من امس لانشغاله باستكمال مشاوراته في شأن الاوضاع المالية والاقتصادية، وألقى كلمة بالنيابة عنه اعلن فيها "ان اسرائيل تحاول خداع الرأي العام العالمي بالإدّعاء ان تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425 يحتاج الى مفاوضات وإقامة ترتيبات امنية مسبقة، لإلغاء هذا القرار عملياً". وأضاف: "ان اسرائيل رفضت على مدى عشرين سنة الاعتراف بهذا القرار الذي لا يشوب نصّه الواضح اي دعوة الى المناقشة او التفاوض بما يؤدي الى تفريغه من مضمونه". وذكّر بأن "نص القرار ينص على انسحاب اسرائيلي من الجنوب فوراً ومن دون شروط". وتابع: "بادّعائها انها عدّلت من موقفها حيال القرار 425، تسعى اسرائيل الى وضع حد للانتقادات والاتهامات الموجّهة اليها، وإلى انقاذ ماء الوجه امام الرأي العام الاسرائيلي والرأي العام العالمي بما فيه الولاياتالمتحدة والجالية اليهودية هناك". وأكد ادّه "ان لبنان، في مواجهة مناورات اسرائيل ومحاولاتها للحؤول دون تطبيق القرار 425 بما يعنيه من انسحاب بلا شروط، يبقى متضامناً مع سورية، لتفادي السعي الى عزله او فرض تفسير لهذا القرار عليه تكون انعكاساته مضرّة". وركّز على "ان لبنان يتعلق بمبادئ الحرية والعدالة والديموقراطية التي هي مرادفة للفرانكوفونية والتي يشدد عليها جميع اللبنانيين"، مشيراً الى "ان الصحافة الفرانكوفونية في لبنان تسهم في اعطاء صورة حقيقية عن لبنان" وإلى "قيامته من آثار الحرب وسلوكه طريق اعادة البناء واستعادة مركزه بين الأمم". وقال: "ان اتهام الحكومة اللبنانية بالتعرض للحريات الصحافية لا يرتكز الى اي اساس خصوصاً ان الحملات على الحكومة شديدة اللهجة من دون عقوبات مقابلة". وتحدثت رسالة غالي، وكلمة ادّه باسم الحريري، عن ان انعقاد الندوة يأتي في سلسلة نشاطات فرانكوفونية في لبنان العام 1998، تشمل الى المؤتمر الجامعي، انعقاد مؤتمر المجالس الدستورية للدول الناطقة بالفرنسية ومؤتمر رؤساء البلديات في هذه الدول، تمهيداً لانعقاد قمة دول المنظمة في لبنان العام 2001. وتتزامن زيارة غالي لبيروت في نيسان المقبل مع زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك له لرعاية افتتاح مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر الذي يفترض انتهاء عمليات ترميمه قريباً. إلا ان زيارة شيراك تتوقف على الاتصالات التي ستجرى من الآن، وعلى الظروف الاقليمية، كما علمت "الحياة". وقال غالي في رسالته: "في عصر العولمة علينا ان نوحّد جهودنا لصيانة التنوّع الثقافي واللغوي. فالفرانكوفونية التي تخوض معركة "الاستثناء الثقافي" عليها ان تتحالف مع المجموعات الاخرى في العالم من اجل عدم الاستسلام لمخاطر النموذج الأوحد والفكرة الأحادية". ودعا الى "مزيد من الديموقراطية في العلاقات الدولية"، مشدداً على "الأمن والسلام الدوليين وحقوق الانسان والديموقراطية والتضامن". وتحدث خلال الندوة رئىس الاتحاد الدولي للصحافة الناطقة بالفرنسية عبدالله سطوكي وكميل منسّى مسؤول الفرع اللبناني للاتحاد، فافتتحا الندوة تحت عنوان "العربية والفرنسية". وألقى السفير السابق صلاح ستيتية والوزير السابق غسان تويني ورئىس الخدمات الفرانكوفونية في الخارجية الفرنسية جيل غوتييه مداخلات. وحضر الندوة صحافيون من معظم الدول العربية.