قال السيد عبدالرحمن اليوسفي امام اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لحزب الاتحاد الاشتراكي أول من أمس في الرباط ان"مقاومة تجربة التناوب انطلقت منذ اليوم الاول" لانتقاله من المعارضة الى الحكومة قبل نحو ثلاث سنوات. وأبدى دهشة "لأننا لم نشهد موجة عارمة من التأييد من الجهات التي كنا نتوقع" منها ذلك، في اشارة الى الانتقادات التي توجهها صحافة حزبي الاستقلال وتجمع الاحرار المشاركين الى جانب الاتحاد الإشتراكي في الائتلاف الحاكم. وأوضح اليوسفي ان حزبه الذي يقود الائتلاف الحاكم يتعرض لهجمات متكررة من جهات مختلفة هدفها "نسف تجربة التناوب على السلطة". واتهم صحفاً لم يسمها بتبني محاولة نسف هذه التجربة. وقال ان خصوم تجربة التناوب "السابقين والجدد يبذلون ما في وسعهم لافشالها". بيد أنه أضاف ان تلك المساعي "فشلت حتى الان". واتهم خصومه بمهاجمة حزبه عوض الاعتماد على المعارضة البرلمانية لاضعاف الغالبية. وقال: "رأى هؤلاء ان الافضل توجيه الضربات الى الاتحاد الاشتراكي كونه العمود الفقري للحياة السياسية في البلاد"، معتبراً ان التحالف القائم بين القصر والحزب يضايق العديد وقد "أدى بصحف الى التخصص في توجيه الضربات الى حزبنا مستغلة الاخبار الزائفة والانزلاقات المؤسفة والاحداث السلبية". واعتبر ان الاتحاد الاشتراكي مستهدف بسبب اقتراب مؤتمره السادس الذي تقرر تنظيمه في 29 اذار مارس المقبل. وحمل اليوسفي في شكل غير مباشر على نشر صحيفة "لوجورنال" رسالة نُسبت الى المعارض الفقيه محمد البصري في شأن تورط محتمل لليسار المغربي في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الراحل الملك الحسن الثاني عام 1972. وقال ان ذلك "يشهد على تحالف مشبوه يلتقي فيه خصوم تجربة التناوب في نسف المؤتمر الوطني للحزب". لكنه قال ان "خطتهم البائسة هذه ليست ابتكاراً تفتقت عنه ادمغتهم المتخلفة، وانما هي تكرار لمحاولات سابقة". واعتبر ان الهجوم ضد حزبه "تُستخدم فيه صحافة مُسخّرة انتهت في مزبلة التاريخ". ودافع عن دخول حزبه الى تجربة التناوب على السلطة، مُعتبرا ان الحكومة نجحت في نقل البلاد "من عهد الى عهد" وقال "ان المحافل الدولية تنظر الى المغرب على انه بلد الاستقرار السياسي بامتياز والقيم الديموقراطية والحريات". ويأتي اعلان موعد تنظيم المؤتمر السادس للاتحاد الاشتراكي بعد سلسلة من التأجيلات. وكان آخر موعد حدد في 1993، لكن رحيل زعيم الحزب عبدالرحيم بوعبيد حال دون ذلك.