زادت قضية التجسس الجديدة التي كشفتها السلطات المصرية أخيراً واتهمت فيها المصري شريف الفيلالي محتجز حالياً على ذمة القضية والروسي غريغوري جيفنس بالعمل لحساب جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد من حال العداء التي تسود الأوساط المصرية حيال اسرائيل. ورفضت السلطات المصرية ابلاغ الصحافيين عنوان المتهم، واكتفت بالإشارة إلى انه كان يسكن وأفراد اسرته منطقة ارض الغولف في ضاحية مصر الجديدة خشية اقدام بعض المواطنين على التوجه إلى المنزل ومضايقة أهله، خصوصاً أن اعلان القضية تواكب مع تحركات شعبية لإظهار العداء لإسرائيل واميركا ومناصرة الشعب الفلسطيني. ولم يعرف ما اذا كان المتهم الفيلالي نقل إلى سجن طرة ليقضي فترة الحبس الاحتياطي على ذمة القضية أم ما زال محتجزاً في أحد الأماكن التابعة لجهاز الاستخبارات العامة المصري حيث اودع عقب القبض عليه في 27 ايلول سبتمبر الماضي. لكن مصادر مطلعة اكدت أن الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات الى النيابة واعترافات المتهم لاحقاً أمام المحققين كشفت تفاصيل خطيرة عن نشاط جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد في المانيا واسبانيا حيث تم تجنيد المتهم المصري، إذ التقى في الدولتين عملاء ل"موساد" قبل أن يعود ليمارس نشاطه الاستخباري فى مصر التي غادرها للمرة الأولى العام 1990 بهدف الدراسة. واعتبرت المصادر أن نفي الحكومة الاسرائيلية صلتها بالقضية "طبيعي ومنطقي"، مشيرة إلى أن عملاء اجهزة الاستخبارات يعلمون أن الدولة التي يعملون لمصلحتها تسارع إلى نفي صلاتها بهم حين يقعون في قبضة الدولة التي يتجسسون عليها. ورغم أن المصادر الرسمية نفت الربط بين توقيت اعلان القضية والأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية، إلا أن مراقبين اشاروا الى أن قرار كشف القضية خضع لعاملين: الأول خارجي يتعلق بالعلاقات السيئة مع إسرائيل في ضوء المذابح التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني وقرار الرئيس حسني مبارك الأخير استدعاء السفير المصري من تل أبيب، والآخر داخلي يتعلق بحالة العداء الشديد التي تسود الأوساط المصرية لكل ما هو اسرائيلي.