نفت وزارة الخارجية الاسرائيلية تورط جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد في أعمال تجسس في قبرص لصالح تركيا في أعقاب القبض على جاسوسين اسرائيليين الاسبوع الماضي وذلك في محاولة للتخفيف من تداعيات القضية على العلاقات الاسرائيلية - القبرصية ولاخفاء ما بدأ بالتكشف عن طبيعة التعاون الامني بين تل أبيب وأنقرة. وأكد ناطق بلسان الخارجية الاسرائيلية في أول رد رسمي على قضية اعتقال المخابرات الداخلية القبرصية الجاسوسين الاسرائيليين في لارنكا الاحد الماضي ان المعتقلين "لم يعملا ضد قبرص او لصالح تركيا بأي شكل من الاشكال"، مضيفاً ان تل أبيب تتطلع لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين التي عبرت عنها زيارة الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان رد اسرائيل الرسمي على الفضيحة الجديدة التي ألمت بجهاز "موساد" تأخر في محاولة لحل المسألة بصورة هادئة الا ان اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه سيتولى مسؤولية اطلاق سراح الجاسوسين اثار حفيظة القبارصة الذين اعتبروا تصريحات الاخير استهانة بسيادة قبرص. وكشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية نقلاً عن مصادر في لارنكا ان جهاز المخابرات القبرصي تعقب العميلين الاسرائيليين منذ ستة اشهر بعد ان اكتشفت اجهزة الأمن في المطار عند وصولهما اجهزة اتصال وهاتفاً فضائياً وتم رصد اتصالهما بقبرصيين من أصل تركي واعتقلا بعد تأكد القبارصة من انهما جمعا معلومات عن صواريخ "اكسوست" المضادة للسفن الحربية خلال اقامتهما في منتجع قرب قرية زيجي وهي اساساً منطقة عسكرية وتوجد فيها وحدات الاسطول والكوماندوز والمظليين. وادعت مصادر اسرائيلية ان الاسرائيليين المعتقلين كانا عميلين سابقين في "موساد" وانهما عملا ك"مرتزقة" لصالح تركيا من دون وساطة "موساد" وبررت هذا الادعاء باتصالهما مع عملاء آخرين القبارصة من أصل تركي هويتهم معروفة في الجزيرة وهذه مخاطرة لم يكونا بحاجة اليها اذا كان التعامل بالفعل مع "موساد". وبعثت اسرائيل بموفد خاص الى قبرص خلال وجود الرئيس الاسرائيلي وايزمان اليها لاستغلال علاقاته الوطيدة مع بعض المسؤولين القبارصة للملمة الموضوع. وبعد ان كشفت وسائل الاعلام القبرصية عن مهمة ارييه شومر الفاشلة، استعانت تل أبيب بواشنطن لمعالجة القضية الثالثة المحرجة لجهاز "موساد". وأبدت اسرائيل ثقتها بأن تتمكن من الافراج عن العميلين الاسرائيليين من السجون القبرصية على رغم غضب الشارع القبرصي وقدرت ان الحكومة القبرصية سترغب في تغطية القضية وستطلق الاثنين حتى بدون تقديم لائحة اتهام او كما حدث في العام 1991 عندما حاول اربعة من عملاء "موساد" وضع اجهزة تنصت في مبنى السفارة الايرانية في نيقوسيا واطلقوا بعد دفع غرامة. وألمحت صحف اسرائيلية الى ان تل أبيب ستطالب نيقوسيا بالتعامل مع الجاسوسين ب "لطف" كتعويض على افراجها عن ثلاثة فلسطينيين من جهاز القوة 17 اتهموا بقتل ثلاثة اسرائيليين في العام 1985 وحكم عليهم القضاء القبرصي بالسجن المؤبد لكنهم أطلقوا بعد ثماني سنوات رغم احتجاج اسرائيل.