شاع في بعض الرياضات كرة القدم مثلاً مشاركة لاعبين اجانب في منتخبات يحملون جنسياتها لاسباب مختلفة معظم اعضاء المنتخب الفرنسي، او استدعاء لاعبين تعود اصولهم الى هذا البلد او ذاك البرازيليون في المنتخب اللبناني، غير ان انشاء منتخب لبنان للركبي باكمله خارج البلد الذي يحمل اسمه اصبح سابقة في عالم الرياضة باشكالها كافة، خصوصاً ان قلة من اللبنانيين يعرفون اصول اللعبة، الا ان مشاركة منتخب لبنان في كأس العالم لدوري الركبي جعلت كثيرين يتساءلون عن ابطاله الذين هجروه الى استراليا من سنوات طويلة، ولكنهم لم ينسوا بلدهم الام. وكان ل"الحياة" لقاء مع رئيس بعثة المنتخب والمؤسس جورج الياس الذي هاجر الى سيدني قبل نحو 38 عاماً وبقي وفياً لوطنه الاصل، موضحاً نشأة الفريق ونظرته الى المستقبل وتوقعاته لامكان تقبل اللبنانيين هذه الرياضة الجديدة عليهم. وهنا نص الحديث: كيف بدأت فكرة انشاء المنتخب؟ - بدأت الفكرة في عام 1996 عندما قررت انا وشقيقي جوني، مدرب المنتخب، تكوين فريق للمشاركة في بطولة كوكاكولا لدوري الركبي السباعية والتي شاركنا فيها في كانون الاول ديسمبر 1997 ... وجوني كان صاحب الفكرة اساساً عندما لاحظ وجود عدد من النجوم في الدوري الاسترالي تعود جذورهم الى لبنان، فاقترح تشكيل المنتخب للمشاركات الدولية كبداية ومن ثم حمل اللعبة الى بيروت في المدى البعيد. هل تم تسجيل الاتحاد اللبناني لدوري الركبي ضمن الاتحاد العالمي المنظم لهذه اللعبة؟ - لا، لم يكن هناك اتحاد بل فقط منتخب يحمل اسم لبنان... واستطعنا المشاركة في هذه البطولة بسبب علاقتنا القوية مع الاتحاد الاسترالي. كيف حصلتم على المساعدات لتكوين المنتخب؟ - الفضل في ذلك يعود الى الجالية اللبنانية والاتحاد الاسترالي اللذين ساهما جلياً في توفير المعونات من نواح عدة. ما هي سمعة اللاعبين اللبنانيين في استراليا؟ - لهم شعبية كبيرة امثال حازم المصري المشهور عالمياً وهو يلعب لاكبر الاندية الاسترالية كانتبري بولدوغز، ومايكل خوري بالماين والذي لعب لمنتخب استراليا للناشئين، وحسن صالح كانتبري باكستاون وهم من نجوم الدوري الاسترالي. هل جرى اتصال بينكم وبين المسؤولين في بيروت؟ متى، وكيف؟ - عن مشاركتنا الحالية اتصلت ببعض الشخصيات التي اعرفها في بيروت قبل نحو خمسة اشهر، كما تحدثت مع المسؤولين في سيدني، أبرزهم وزير الخارجية ألكسندر داونر ووزير الرياضة روس كيلي، وهما بدورهما اخطرا المسؤولين في بيروت عن مشاركتنا كما ابلغا السفير الاسترالي في بيروت عن هذا الامر وكذلك ابلغنا السفارة اللبنانية في استراليا. ماذا كان مرادكم من هذه الاتصالات؟ - اردنا ابلاغ بيروت باننا نشارك باسم لبنان وليس باسم استراليا وان اللاعبين فخورون بتمثيل بلدهم الام. ماذا كان الرد من بيروت؟ - عندما التقيت رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية اللواء الركن سهيل خوري في سيدني خلال دورة الالعاب الاولمبية الاخيرة، طلب مني ابلاغه بموعد مجيئنا الى بيروت وفعلت ذلك، وبعث هو بدوره خطابات الى كل من الاتحاد الدولي للعبة والى الاتحاد الاسترالي والينا، اعرب فيها باسم لبنان عن فخره بمشاركتنا وهم يتطلعون لاستقبالنا لاننا سنضيف شيئاً جديداً للرياضة اللبنانية. كيف ستحسنون الرياضة في لبنان؟ - كلنا نعلم ما مر من حروب اهلية على لبنان، وبنظري فان الرياضة اياً كان نوعها توحد الفرقاء خصوصاً اذا كانت ناجحة. ونحن نسلك سبيلاً شعاره الوحدة ولا مكان هنا في الفريق للطائفية فنحن مختلطون من مسلمين ومسيحيين، كلنا يد واحدة وعائلة واحدة واذا واجهتني مشكلة من هذا النوع من قبل اي لاعب فسيطرد فوراً، ولكنني لم اواجه اية مشكلة من هذا القبيل. كيف تتوقعون رد فعل اللبنانيين على تقبلكم؟ - ستُفاجأ اذا اخبرتك ان هناك كثيرين في لبنان يعرفون لعبة الركبي، ومع ذلك فانا اعتقد بان اللبنانيين سيؤازرون منتخب بلادهم بغض النظر عن الرياضة او اللعبة ما دام النجاح حليفه، ونحن الان نمثل لبنان على اكبر ساحة عالمية لهذه اللعبة... وما فاجأني حقاً هو الشعبية الكبيرة التي لاقيناها هنا في ويلز من الجمهور والنقاد والمتابعين. وهذا شيء جيد للبنان على رغم ان الكثيرين يعلمون اننا من استراليا ولكننا لبنانيو الاصل ونحن نمثل هذا البلد. وماذا عن تقبل لعبة الركبي المشهورة بالخشونة؟ - نعم، هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن عندما نلعب ضد المنتخب الفرنسي في بيروت العام المقبل سيكون بامكان اللبنانيين مشاهدتنا ومعرفة اللعبة عن قرب، ونأمل من الصحافة المحلية الترويج عن ذلك. هل تأكد اقامة هذه المباراة؟ ومتى؟ - نحن مستعدون والاتحاد الفرنسي موافق والآن ننتظر الرد من بيروت... علماً انني كنت على اتصال مع رئيس الوزراء رفيق الحريري قبل ثلاث سنوات بشأن المنتخب وهو كان متفائلاً ومستعداً لدعمنا، واعلم انه مشجع للرياضة وللرياضيين. ماذا عن الخشونة في هذا اللعبة؟ - اللبنانيون بطبيعتهم مثلما اعرفهم في استراليا يحبون الرياضة "الخشنة" وهذه رياضة خشنة وستتناسب مع العقلية اللبنانية. واذكر ان كرة السلة لم تكن صاحبة شعبية قبل 15 عاماً وهي الان تضاهي كرة القدم بسبب نجاح فرقها محلياً وقارياً. وماذا عن قوانين اللعبة. كيف ستروجونها وتعلّموها؟ - نحن نأمل ان يسمح لنا الاتحاد الدولي لدوري الركبي ان نعين مسؤولاً للترويج للعبة وتعليمها في الجامعات والمدارس اللبنانية، علماً ان لبنان كان بصدد انشاء اتحاد للعبة في عام 1995 ولكن لسبب ما فشلت هذه الفكرة، وهناك ايضاً منتخب لبنان للعبة اتحاد الركبي التي تختلف نسبياً عن دوري الركبي والذي شارك في بطولة دبي عام 1997 نادي بيروت الفينيقي، وقابلنا بعض افراده هنا في ويلز وهم من طلاب الجامعات... وقد لا تصدق ايضاً ان منتخب استراليا للركبي لعب ضد منتخب من جنسيات مختلفة في بيروت خلال الحرب العالمية الثانية، لهذا فانا متفائل جداً ان اللعبة ستلقى اقبالاً وترحيباًَ في لبنان. هل سيقتصر اعضاء المنتخب على المقيمين في استراليا؟ - لا بكل تأكيد، والباب مفتوح لضم جميع الموهوبين. ما هي الشروط غير الفنية لاعتبار اللاعب مؤهلاً لتمثيل لبنان؟ - ان يكون لبناني المولد، او من والدين او احدهما لبناني المولد، او من جدين او احدهما لبناني المولد. وهذا ما تنص عليه قوانين الاتحاد الدولي للعبة. علماً اننا نضم غير لاعب له اكثر من عرق ولكن احدها لبناني، مثل جايسون ستانتون والدته من فرزغوه من شمال لبنان، وأبن غودارد والده الماني وجدته من بيت ابو المر من بيروت واسمه الاول جاء من جده الاكبر وهو ابن. بوجود جاليات لبنانية في انحاء العالم كافة ما هي الخطوات التي تأخذوها للبحث عن موهوبين من جذور لبنانية؟ - ارسلنا رسائل وفاكسات الى كل الاندية في فرنسا وبريطانيا نسأل فيها عن لاعبين من اصول لبنانية وجاء رد واحد عن لاعب من فرنسا... وسنوسع نشاطنا الان الى الارجنتين والولايات المتحدة. هل تتوقع ان يبرز اي لاعب من لبنان في المستقبل؟ - صدقني اذا اخبرتك ان بعض اللاعبين الحاليين لا يمانعون اللعب في لبنان اذا توافرت الشروط المادية المناسبة وهذا سينعكس ايجاباً على المحليين. ولكن المنافسة ستكون شبه معدومة او من طرف واحد! - من بين الخطط التي اعددناها ان نشكل فريقاً محلياً يلعب في الدوري الفرنسي بصورة اسبوعية... والامر لن يكون سهلاً ولكنه سيكون ناجعاً. هل سيكون منتخباً؟ - لا، سيكون فريقاً محلياً يحمل اسم بيروت على سبيل المثال ويلعب بصورة دورية ضد فرق مثل تولوز وباريس سان جيرمان وغيرهما في الدوري الفرنسي. هل عرضتم الامر على الاتحاد الفرنسي؟ - نعم. وهو موافق. هل تلقون تغطية اعلامية عربية؟ - نعم في استراليا هناك تغطية مكثفة، ولكن عربياً لا اعتقد، وفي هذه البطولة حاول التلفزيون اللبناني ان يحظى بحقوق نقل لمبارياتنا ولكنه فشل... و"الحياة" هي الوسيلة الاعلامية العربية الوحيدة التي رافقتنا في هذه البطولة.