ودع لبنان ضيوفه منتخبات القارة الآسيوية اول من امس باختتام منافسات كأس آسيا لكرة القدم ليستعد لاستقبال منتخبه المشارك في بطولة كأس العالم لدوري الركبي. وعلى رغم خسارة لبنان الثقيلة امام نيوزيلندا صفر-64 اول من امس في افتتاح مبارياته ضمن المجموعة الثانية من النهائيات المقامة في فرنسا وبريطانيا حتى 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، فإن المسؤولين اللبنانيين وعدوا أفراد الفريق، وهم من ابناء المهاجرين الى استراليا، باحتفال شعبي تكريماً لوفاء ابناء البلد المهاجرين، غاضين النظر عن اسئلة الكثيرين التي تستفسر عن أصل لعبة الركبي وفصلها، خصوصاً ان ما تعود عليه المحليون هو الكرة المستديرة لشعبية كرتي القدم والسلة وليس كرة "بيضوية" الشكل لا يوجد ملعب واحد لممارستها في لبنان، ويكاد يكون لاعبوها اشبه بأكياس مليئة بالشحم واللحم والعضلات. وسألت "الحياة" مدرب الفريق بول الياس عن نشأة هذا المنتخب الذي كانت خسارته الاخيرة هي الثانية له فقط في ست سنوات من عمره، ما اكسبه احترام نخبة هذه اللعبة والاعتراف به كقوة من الدرجة الثانية، فقال: "ربما تعتبر سيدني البلد الثاني للكثيرين من اللبنانيين لكبر هذه الجالية فيها، ولشهرة استراليا في رياضة الركبي التي تعتبر اللعبة الاولى هناك، ولمشاركة عدد كبير من اللبنانيين الاصل في اكبر الفرق المحلية، فكان من الطبيعي التفكير في المنافسة على المسابقات الدولية بانشاء المنتخب على ارض استرالية خصوصاً ان لبنان لا يعرف هذه اللعبة". واضاف الياس: "انشأنا اتحاداً محلياً من تبرعات الجالية خصوصاً بعد النجاح الساحق الذي حققناه في المباريات التي لعبناها". وعن امكان الاستمرار في تمثيل لبنان من الخارج اعرب الياس عن ارتياحه الى تجاوب المسؤولين اللبنانيين في امكان نقل الاتحاد رسمياً الى بيروت، وقال: "اتصل بنا مسؤول في بيروت قبل ايام ليشد من ازرنا ووعدنا باستقبال حافل بعد انتهاء البطولة... وهذه خطوة مهمة ستزيدنا قوة"، وعن اسلوب الترويج المناسب لاقناع اللبنانيين بلعبة تشكل للكثيرين منهم لغزاً محيراً قال: "نحن اتخذنا الخطوة الاولى في هذا المجال بدعوة المنتخب الفرنسي لمقابلتنا ودياً في بيروت في بداية السنة المقبلة ومن بعد سنبدأ بإعداد برنامج يشجع صغار السن على متابعة هذه اللعبة وممارستها". وربما لم يكن مخطئاً قائد الفريق حازم المصري، وأحد خمسة من افراد الفريق المولودين في لبنان، عندما صرح الى إحدى الصحف البريطانية بأن رياضة الركبي "ولدت لتتناسب مع العقلية اللبنانية"، ربما بسبب ما شاهده في بلده الام من حروب اهلية قبل هجرته عام 1986، غير أن مدربه الياس وافقه بقوله "هناك وحوش في داخلنا... وهذه اللعبة تغنينا عن التعبير عن أنفسنا بطرق لاأخلاقية". قد تضيف الرياضة اللبنانية الى قائمة اتحاداتها لعبة من قواعدها الخشونة المتعمدة والركل العشوائي و"التدفيش"، لكن سيكون عليها ان تدرس انعكاسات هذه اللعبة على الجمهور ولا سيما الأطفال. يذكر ان فريق "لبنان" الاسترالي يلعب مباراته الثانية ضد ويلز بعد غد الخميس ومباراته الثالثة الاحد المقبل ضد كوك ايلاند، وهو بحاجة الى فوزين حتى يتأهل الى الدور ربع النهائي من البطولة.