تتسيد رياضة كرة القدم المرتبة الاولى في السعودية من حيث المزاولة والاهتمام والمتابعة الجماهيرية، وتبتعد بمسافات عدة عن رياضات أخرى، ومع ذلك حضرت في السعودية رياضات جديدة، أصبحت تستقطب الشبان بأعداد متزايدة، ومنها رياضة الركبي، التي حلت بين السعوديين منذ أكثر من 10 أعوام، وأصبحت لها أخيراً فرق في الرياضوجدة، ونادٍ رسمي أنشئ تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض (نادي الركبي الرياضي). ومن مؤسسي رياضة الركبي في السعودية، يأتي فالح البيشي الذي عاش في اميركا أكثر من 15 عاماً، وتعلم فنون اللعبة مع محترفين ومزاولين كثر للعبة من جنسيات عدة، ما حدا به لنشر اللعبة في السعودية عندما عاد إليها عام 2005، بدءاً من جدة ثم الرياض، حتى بلغ عدد اللاعبين السعوديين حالياً أكثر من 60 لاعباً يمثلون فريق نادي الرياض للركبي. «الحياة» التقت بمدير نادي الرياض للركبي، فالح البيشي، الذي قال: «عشت في اميركا منذ عام 1991 لأكثر من 15 عاماً وتعلمت خلال تلك الفترة الطويلة رياضة الركبي بطريقة صحيحة عن طريق زملائي واصدقائي في العمل، وبعد عودتي إلى السعودية عام 2005، وخلال عملي في جدة وجدت ان الركبي تلعب فيها عن طريق بعض اللاعبين البريطانيين والاستراليين والاميركان المقيمين في جدة، ولم يكن بينهم أي لاعب سعودي، وعندما انتقلت إلى الرياض وجدت فرقاً مماثلة، وايضاً لم يكن بها لاعبون سعوديون، ما حدا بي لتكوين فريق من الشبان السعوديين من أجل نشر اللعبة بينهم، خصوصاً بعدما قامت تلك الفرق الاجنبية بتمثيل السعودية كفرق في بطولات دولية واقليمية وهي لا تضم أي لاعب سعودي». وأضاف: «أعددت برنامجاً لزيارة جامعات وكليات عدة مع صديق اميركي للتعريف باللعبة على طلابها، إذ زرنا جامعتي الملك سعود والامير سلطان الاهلية وجامعة الملك فيصل، وفي عام 2007، وأقمنا بطولة تثقيفية وتعريفية باللعبة في جامعة الامير سلطان الاهلية بعدما دعونا فريقاً من جدة وآخر من الظهران للمشاركة فيها، وخرجنا من البطولة ب50 لاعباً سعودياً في رياضة الركبي، ونشكر تلك الجامعات والكليات كافة على تعاونها معنا، وخصوصاً جامعة الملك سعود التي قدمت لنا لاحقاً تسهيلات عدة بخصوص إجراء تدريباتنا على ملعب الجامعة، وايضاً معهد العاصمة النموذجي ونخص بالشكر الدكتور محمد الرويشد». وكشف البيشي ان فريقه لا يوجد له ملاعب خاصة، وقال: «أتمنى ان نعمل كما عملت الأرجنتين، فالتجربة الأرجنتينية ناجحة في الركبي، إذ تعد اللعبة جديدة، وليست قديمة، وتم الاهتمام بها رسمياً ما أوصل منتخب الارجنتين لتحقيق المركز الثالث في بطولة كأس العالم للركبي، بعدما قامت بجمع لاعبيها المزاولين للعبة من خارج الأرجنتين وتكوين فريق جيد، ولدينا في السعودية لاعبون كثر مميزون، يحتاجون فقط إلى ملاعب لإجراء تدريباتهم عليها في الرياض، ونتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب الموافقة على إجراء تدريبات في ملعب معهد إعداد القادة أو الملعب الرديف لإستاد الامير فيصل بن فهد أو ملعب الصايغ، إذ إن اللعبة لا تحتاج لملعب خاص بمواصفات مختلفة، فهي تزاول على ارضية ملاعب كرة القدم العشبية فقط يتم تغيير المرميين، إذ إننا نزاول التدريبات في ملاعب بعض المجمعات السكنية الخاصة، وهذا امر يسبب لنا حرجاً مع قاطني تلك المجمعات، ونشكر خالد ابونيان وفهد ابونيان على موافقتهما على إجراء تدريباتنا في ملاعب نادي ديراب للغولف، إذ يوجد ملعب للركبي فيها، لكن ديراب ضاحية بعيدة عن الرياض كثيراً». وعن فريق الرياض للركبي قال، فالح البيشي: «كنا سابقاً مع فريق جله من البريطانيين، الذين للأسف الشديد كانوا يتحكمون في امور اللعبة في الرياض بشكل مبالغ فيه، ما حدا بنا لتكوين فريق سعودي بلغ عدده حالياً أكثر من 60 لاعباً، ولدينا تصريح رسمي صدر من الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الامير سلطان بن فهد كنادي الرياض للركبي، لكننا من غير مقر رسمي للنادي، ونأمل ان يكون لرياضة الركبي لجنة أو اتحاد تحت مظلة رعاية الشباب واللجنة الاولمبية السعودية أسوة بالرياضات الأخرى كافة، لأن هناك اتحاداً دولياً للعبة في ايرلندا واتحاد آسيوي للعبة ايضاً ومن شروطهما ان تكون هناك لجنة او اتحاد للعبة في البلد الذي تزاول فيه اللعبة بشكل رسمي ويرغب في المشاركات الدولية الكبرى والعالمية باسم بلده واملنا كبير في الامير نواف بن فيصل من اجل ان يكون الركبي السعودية في مكانته الرسمية، خصوصاً اننا نتفوق على فرق من الامارات وقطر والكويت بمراحل». وأضاف: «شاركنا بفريق سعودي للمرة الأولى في بطولة دبي الدولية السباعية وحققنا المركز الثالث في عام 2008، والفريق تنتظره مشاركات عدة دولية في آسيا واوروبا وافريقيا، وأؤكد وأراهن عليه كثيراً ونحتاج إلى رعاية واهتمام من رعاية الشباب ومن القطاع الخاص، حتى نكون الاول عربياً ونسحب البساط من منتخب لبنان، خصوصاً ان اللجنة الاولمبية الدولية عام 2009 أدرجت رياضة الغولف والركبي للمرة الأولى في دورة الألعاب الاولمبية».