توقع الرئيس المصري حسني مبارك هدوءاً في اداء الادارة الاميركية الحالية خلال الفترة المقبلة، معتبراً ان أمام الرئيس بيل كلينتون حوالى خمسين يوماً يمكن ان يفعل فيها شيئاً ويستطيع ان يكون مؤثراً في عملية السلام، مشيراً الى اننا "تعودنا حين تأتي ادارة جديدة ان يهدأ أداء الادارة القديمة". وقال مبارك في تصريحات للصحافيين امس عقب إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية إنه يتساوى عنده نجاح جورج بوش أو آل غور، في اشارة الى عدم تحبيذ مصر لرئيس اميركي محدد. وأشار الى انه التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبيل مغادرته الى الولاياتالمتحدة، مؤكداً أن عرفات حريص على عملية السلام. ونفى صحة ما يتردد عن نية الرئيس الفلسطيني عدم التوصل الى حل الآن. وقال: "إنني أؤكد ان عرفات يريد ان يسير في اتجاه السلام ويريد استعادة ارضه اليوم قبل الغد، ويريد حل القضية بشكل عادل اليوم قبل الغد ايضاً". وذكر مبارك بما سبق واكدت للاميركيين والاسرائيليين من ان موضوع الحرم القدسي لا مفر منه، و"ان احداً لن يقبل السيادة الاسرائيلية عليه اطلاقاً ولو استمرت المحادثات مئة عام". وتابع: "بالنسبة الى القدسالشرقية، قال لهم عرفات فلتأخذوا الحي اليهودي وحائط المبكى ولا حل آخر غير ذلك". وأضاف: "إن القدس مسألة لا تخص عرفات بمفرده ولا يجرؤ ان يوافق على ان يكون الحرم تحت السيادة الاسرائيلية". وبالنسبة الى موضوع العراق اكد مبارك ان مستوى التمثيل الديبلوماسي لا يزال حتى الآن على مستوى القائم بالاعمال، معرباً عن امله في "ان يعود العراق للحلبة العربية وتحل كل مشاكلنا"، وقال ان المسألة "مسألة وقت لا أكثر". وكانت مقار رعاية المصالح في البلدين انزلت يوم الاثنين الماضي الاعلام الهندية وتم رفع العلمين المصري والعراقي، واكد رئيس شعبة المصالح العراقية في القاهرة السفير همام الألوسي ل"الحياة" ان رفع العلم العراقي على مقر الشعبة لا يعني عودة العلاقات ولكنها خطوة تمت بناء على اتفاق بين الطرفين في طريق عودة العلاقات، وان الشعبة تحولت إلى "سفارة" مجدداً. وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى علق على هذه الخطوة بقوله إنه "يوجد تمثيل ديبلوماسي قائم بين البلدين وبرئاسة قائم بالاعمال بدرجة سفير، وهناك عدد من الديبلوماسيين المصريين في بغداد ومن الممكن زيادتهم في اي وقت". بلير وفي لندن، بحث الرئيس الفلسطيني الليلة الماضية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مسألة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين بعد ارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية نتيجة اصابتهم برصاص الجنود الاسرائيليين. وقالت مصادر بريطانية عليمة ان الموقف البريطاني يتلخص في أن توفير حماية دولية سيكون صعباً طالما استمرت الاشتباكات بين الجانبين وذلك في ضوء تجربة سييراليون. وتقول المصادر البريطانية ان مثل هذا الاقتراح يتطلب موافقة اسرائيل التي اعلنت رفضها لنشر أي قوة دولية. وتطرقت المناقشات الى الدور الأوروبي في عملية السلام وذلك في ضوء ما يتردد عن سعي بريطانيا الى أن يكون هذا الدور أكبر في المرحلة المقبلة، وهو ما يؤيده الفلسطينيون. ولكن المصادر البريطانية ترى ايضاً ان هذا الأمر يتطلب موافقة جميع الأطراف، بما فيها اسرائيل، الرافضة لتوسيع الدور الأوروبي. وترى لندن ان من المهم أيضاً معرفة رأي أميركا الراعية الأولى لعملية السلام. وأكد بلير أهمية تنفيذ اتفاق شرم الشيخ وترحيبه بقمة واشنطن بين عرفات وكلينتون وبعد ذلك بين ايهود باراك وكلينتون. وترى بريطانيا ان الرئيس الأميركي سيواصل القيام بدور مهم خلال الشهرين الأخيرين من ادارته. ورحب بلير أيضاً بتشكيل لجنة التحقيق في المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وأعرب عن أمله في أن تساعد هذه اللجنة طرفي النزاع في تعلم الدروس المستفادة لوقف سفك مزيد من الدماء. ورحب الزعيم البريطاني ايضاً بتعيين خافيير سولانا المسؤول الرئيسي في دول الاتحاد الأوروبي عن الشؤون الخارجية في عضوية تلك اللجنة. وحض بلير الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي "على وقف العنف" والعودة الى طاولة المفاوضات.