القاهرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز بدأ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير جولته في المنطقة بزيارة القاهرة حيث التقى الرئيس حسني مبارك. ومن المتوقع ان يتوجه بلير ظهر اليوم الى المملكة العربية السعودية حيث سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ويبحث معه في عملية السلام والتعاون الاقتصادي. كذلك سيزور رئيس الوزراء البريطاني، الذي يأمل أن تشكل زيارته دفعاً جديداً لعملية السلام، الأردن وإسرائيل ومنطقة الحكم الذاتي الفلسطيني. وأبدت مصادر مطلعة في القاهرة تفاؤلاً بأن تفتح زيارة رئيس الوزراء البريطاني للقاهرة صفحة جديدة في شأن تطوير التعاون الأمني بين البلدين والوصول الى حل لمشكلة نشاط الاسلاميين المصريين المقيمين في بريطانيا. وتمنت أن يتخطى التعاون الأمني بين البلدين مجرد تبادل المعلومات في شأن نشاط الجماعات الأصولية الى الاتفاق على صيغة تسمح بتسليم المحكومين من قادة تلك الجماعات لتنفيذ الاحكام الصادرة ضدهم من محاكم عسكرية ومدنية مصرية. ومن القاهرة ينتقل بلير إلى جدة في زيارته الأولى للسعودية منذ توليه منصبه. ومن المقرر ان يلتقي بلير خلال زيارته التي لا تزيد مدتها عن يوم واحد، خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وستتناول محادثات رئيس الوزراء البريطاني مع المسؤولين السعوديين سبل إنعاش العملية السلمية المتعثرة في الشرق الاوسط ومحاولة النهوض بها على غرار توقيع إتفاق السلام في ارلندا الشمالية، إضافة الى تعزيز التعاون الإقليمي بين مجلس التعاون الخليجي الذي تمثل السعودية أهم دوله، وبين الاتحاد الاوروبي الذي تتولى بريطانيا رئاسة دورته الحالية. وكانت المملكة المتحدة دعت وزراء خارجية دول مجلس التعاون الى لقاء مع وفد الترويكا الأوروبية وزراء خارجية لوكسمبورغ وبريطانيا والنمسا في لندن في أيار مايو المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية ان بلير سيبحث أيضاً في سبل تعزيز العلاقات البريطانية - السعودية، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي. يذكر ان الصادرات البريطانية إلى السعودية في 1997 تجاوزت 6.7 بليون دولار، فيما تجاوزت الصادرات السعودية إلى بريطانيا 1.68 بليون دولار في العام نفسه. واستناداً إلى أنباء بريطانية، فإن بلير سيتطرق مع القيادة السعودية الى قضية الممرضتين البريطانيتين المحتجزتين في السعودية، والمتهمتين بقتل زميلتهما الاسترالية في مجمع الملك فهد العسكري الطبي في الظهران في كانون الأول ديسمبر عام 1996. لكن مصادر مطلعة أكدت ل "الحياة" أن "المحادثات السعودية - البريطانية ستعرض موضوع الممرضتين بشكل عابر، فالقضية حساسة، ويجب ألا نغفل أن بلير يزور السعودية ويلتقي قادتها للمرة الأولى". الى ذلك، رحبت السلطة الفلسطينية بزيارة بلير لغزة في 20 من الشهر الجاري. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني امس ان عرفات سيبحث خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني في "سبل تفعيل الدور الاوروبي" بهدف انقاذ عملية السلام. واضاف ابو ردينة في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان عرفات "سيبلغ بلير ان الفلسطينيين يتطلعون الى دور اوروبي اكثر فاعلية الى جانب الدور الاميركي، وذلك بهدف انقاذ عملية السلام". وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك كتب في مقال نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية امس أن بلير "لا يتوقع حتما العودة باتفاق في جيبه، لكن زيارته يمكن أن تساهم في اعطاء دفع جديد كان مفقوداً الى حد ما في الأشهر الأخيرة، وسيركز على الدور الذي يمكن لأوروبا أن تلعبه". وكرر كوك أن الأوروبيين لا يسعون الى الحلول محل الأميركيين في السعي الى دفع المفاوضات المتوقفة منذ نحو عام، وقال: "نريد ضمان أن تلعب أوروبا دورا بنّاء قدر الامكان في دعم الضغوط الأميركية لتحقيق تقدم". وأكد كوك أن بلير يأمل في تحقيق تقدم في ملفين تؤخر اسرائيل البت فيهما وهما تطوير منطقة كارني الصناعية في غزة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وفتح مطار غزة. وأوضح أن رئيس الوزراء سيطلب مجددا من الاسرائيليين تخفيف "القيود التي أعاقت انتقال البضائع والأشخاص" و"خنقت الاقتصاد الفلسطيني". وأبرز كوك أن "متوسط دخل الفلسطيني تراجع بنسبة الثلث منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993"، واصفا هذه الأرقام بأنها "مزعجة". اما في اسرائيل، فكتب المراسل الديبلوماسي لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ديفيد ماكوفسكي ان نتانياهو يعد "هجوما ساحرا" لاستمالة الزعيم البريطاني. ونقلت وكالة "رويترز" عن ماكوفسكي قوله ان الهدف من ذلك جزئيا هو اظهار ان الخلاف الذي ثار في شأن كوك لا يرتبط باي مشاعر اوسع نطاقا مضادة لبريطانيا، ومن ناحية اخرى، لحض بلير على ان يستخدم نفوذه "كي يبعد الاتحاد الاوروبي عن اسرائىل".