اعلنت المعارضة السودانية ان قواتها على الجبهة الشرقية تتمركز على مسافة 15 كيلومتراً من مدينة كسلا التي احتلتها الاربعاء الماضي لبضع ساعات، وان قصفاً حكومياً اصاب مناطق عدة في الجبهة ذاتها. وفي موازاة ذلك، أكدت الحكومة السودانية ان الهدوء يسود المدينة والمناطق المحيطة بها، واعلنت ان 130 شخصاً قتلوا في معارك الاربعاء. وقال نائب مسؤول الاعلام في "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان ل"الحياة" في أسمرا أمس: "ان قواتنا تتمركز الآن على مسافة 15 كيلومتراً فقط من مدينة كسلا، فيما قصفت الطائرات الحربية الحكومية مناطق شللوب وهلديت وقرقر" في شرق السودان. وأوضح ان "القصف أصاب عدداً كبيراً من المدنيين في هذه المناطق حيث لجأت القوات العسكرية الى التحصينات الطبيعية". وأشار الى ان الهجوم الذي نفذته المعارضة الاربعاء الماضي على مدينة كسلا "حقق أهدافه قبل انسحاب قواتنا التي اسقطت طائرتي هليكوبتر عسكريتين، واستولت على 13 دبابة ودمرت ست دبابات". لكنه لم يذكر خسائر قوات المعارضة. وفي مقابل ذلك رويترز، قال حاكم كسلا محمد يوسف للتلفزيون الحكومي في وقت متقدم من ليل الخميس، ان 52 شخصاً من المدنيين والجنود قتلوا في المعارك التي دارت الاربعاء، في حين قتل 80 من قوات المعارضة. وأضاف ان كسلا الآن بالكامل تحت سيطرة القوات المسلحة التي اثنى عليها وعلى "المجاهدين لشجاعتهم في سحق الهجوم اليائس" على كسلا التي تبعد 400 كيلومتر الى الشرق من الخرطوم. وقال يوسف ان الهدوء والاستقرار والأمن التام تسود كسلا والمناطق المحيطة. وعرض التلفزيون مشاهد لعدد من المنازل ومباني الخدمات العامة التي دمرت كلياً أو جزئياً. ونفى عرمان في تصريحاته ل"الحياة" انباء عن مقتل مواطن اردني مسيحي تردد انه كان يقاتل الى جانب "الحركة الشعبية لتحرير السودان". كما نفى انضمام عدد من قادة "جيش لبنان الجنوبي" الى "الحركة الشعبية". من جهة أخرى، استبعد وزير الخارجية الاريتري علي سيد عبدالله احتمال تأثير أحداث مدينة كسلا الأخيرة سلباً على المساعي الاريترية لتسوية الأزمة في السودان. وقال: "ان لقاء سيتم قريباً بين الحكومة الاريترية والمعارضة السودانية" في اطار المساعي التي تبذلها بلاده في هذا الشأن. في جنيف أف ب، أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين انها اضطرت لاجلاء 62 موظفاً من كسلا الاربعاء اثر هجوم المعارضة. وكانت صواريخ انفجرت قرب مكاتب الوكالة التابعة للأمم المتحدة كما سمعت عيارات نارية من اسلحة خفيفة في محيطها في محيطها. وأعلن الناطق باسم المفوضية كريس جانوفسكي انه تم نقل موظفي المفوضية الى مدينة شواك.