قتل جندي إسرائيلي وجرح آخران صباح أمس في منطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، وذلك في عملية تفجير عبوة بدورية إسرائيلية نفذتها المقاومة وأعقبتها غارات جوية إسرائيلية مكثفة طاولت منطقة شبعا ومحيط بعض القرى المحررة، ما تسبب في جرح مدني. وهذه أول مرة يقتل جندي إسرائيلي في عملية للمقاومة الإسلامية، الجناح العسكري ل"حزب الله"، في الجنوب منذ الانسحاب الإسرائيلي في 24 أيار مايو الماضي، وأول مرة يقصف الطيران الإسرائيلي مناطق وقرى لبنانية منذ الانسحاب. ولوح رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك بإمكان "تدهور الوضع على الحدود في أي وقت"، ووصفه بأنه "حساس جداً"، ودعا الى "الرد بقوة وذكاء وعدم الانجرار الى مغامرات". وبدا ان باراك في وضع دقيق بين الاحراج الذي يسببه له تصعيد واسع من جيشه في جنوبلبنان، وبين مأزق تصاعد مواجهات الجيش مع الانتفاضة الفلسطينية. وطلب الرئيس اللبناني اميل لحود من وزير الخارجية محمود حمود، إعطاء تعليماته لمندوب لبنان لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري، لتقديم شكوى ضد الاعتداء الإسرائيلي على محيط كفرشوبا، واعتبر أنه "يشكل انتهاكاً للقرار 425 وللسيادة اللبنانية، فضلاً عن ان استهداف المدنيين ومصالحهم في المناطق المحررة، يعد سابقة خطرة تهدد الاستقرار في المنطقة، ويمكن أن ترتب مضاعفات تتحمل إسرائيل وحدها مسؤولية حصولها". ورأى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان رولف كنوتسن أن "حادث العبوة الناسفة على جانب الطريق في منطقة مزارع شبعا والأعمال العدائية التي ترتبت عنه، تدعو الى القلق البالغ". وأضاف إنه "حادث إضافي خطير يؤكد الضرورة الملحة لضمان الاحترام الكامل لخط الانسحاب - على الأرض وفي الأجواء - تنفيذاً للقرارين 425 و426". ووصف وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي الانفجار بأنه "خطير خصوصاً أن إسرائيل سحبت جيشها من لبنان". وزاد أن الأمين العام كوفي أنان "يدعم الموقف الإسرائيلي ومفاده ان مزارع شبعا تعود الى سورية، وبالتالي لم يكن علينا الانسحاب منها في إطار انسحابنا من لبنان". وحمّل الحكومة اللبنانية "مسؤولية الهجوم في مزارع شبعا"، وقال: "رفعنا شكوى الى مجلس الأمن ضد الحكومة اللبنانية تتعلق بنشاط حزب الله ضد قواتنا في تلك المنطقة". في غضون ذلك أكد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد حزب الله أن "المقاومة الإسلامية ماضية في تحرير مزارع شبعا بعزم وثبات، وستبقيها مسرحاً للجهاد والمقاومة حتى تحرير الأراضي اللبنانية كافة". وكان "حزب الله" أعلن في بيان أن "مجموعة شهداء الأقصى في المقاومة الإسلامية" فجرت في السابعة إلا عشر دقائق صباح امس عبوة في دورية عسكرية اسرائيلية في محيط مزارع رمتا التابعة لمزارع شبعا، أثناء مرورها على طريق بين موقعي رمتا والسماقة، مؤكداً "إصابتها إصابة مباشرة". وذكر شهود أن "سحباً كثيفة من الدخان تصاعدت من مكان العملية وأن اشتباكات دارت بين الإسرائيليين والمقاومة، وحطت مروحيات إسرائيلية بعد نحو نصف ساعة لإجلاء المصابين من منطقة الانفجار". واعترفت إسرائيل بالعملية، وأعلنت إذاعتها أن "انفجاراً قوياً وقع لدى مرور دورية إسرائيلية في منطقة هاردوف سفوح جبل الشيخ - مزارع شبعا ما أدى الى جرح عدد من الجنود". واقرت ب"تبادل كثيف لإطلاق النار بعد العملية بين الجنود وحزب الله". وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي أن "العبوة كانت مزروعة داخل الأراضي الإسرائيلية". مؤكداً مقتل السرجنت خليل طاهر 27 عاماً وجرح جنديين آخرين، ومشيراً الى رد بالمدفعية والطائرات على مواقع "حزب الله". وتبع العملية قصف إسرائيلي كثيف جواً وبراً، هو الأعنف منذ الانسحاب، إذ شنت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية اربع غارات متتالية استهدفت المرتفعات الشرقيةوالجنوبية لبلدتي كفرشوبا وشبعا الواقعتين ضمن الأراضي اللبنانية المحررة، وسبق الغارات وأعقبها قصف مركّز بمدافع "هاون" وبالدبابات، وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من 150 قذيفة استهدفت أطراف كفرشوبا وجنوب بلدتي كفرحمام وشبعا ومزرعتي رمتا وبسطرة إضافة الى محيط بلدات الماري والمجيدية وحلتا، ما أدى الى حريق كبير نتيجة القذائف الفوسفورية. وسقطت قذائف داخل الأحياء السكنية في كفرشوبا ما أدى الى تضرر الكثير من المنازل، وطاولت القذائف أيضاً الحقول المجاورة ما أدى الى جرح المواطن أحمد فايز حسين 22 عاماً بجروح.