أجرى رئيس الحكومة السورية مصطفى ميرو، على رأس وفد وزاري أمس، محادثات مع رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري، في حضور عدد من الوزراء اللبنانيين والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري. ونقل ميرو الى لحود تحيات الرئيس السوري بشار الأسد، وللشعب اللبناني الخير والتقدم. وهنأ اللبنانيين بتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي. ثم عرض أسباب زيارته لبنان، مشدداً على "ضرورة تعميق التعاون القائم بين البلدين انطلاقاً من معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق". ونوه بكلمة لحود في القمة العربية في القاهرة، مركزاً على أهمية التنسيق الذي برز بين الوفدين اللبناني والسوري الذي كان له الاثر الايجابي في مداولات القمة. ورد لحود مرحباً برئيس الحكومة السورية شاكراً له عاطفته ومتمنياً ان تكون زيارته بيروت حققت أهدافها، وأسهمت في مزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً في المجال الاقتصادي. وشدد رئيس الجمهورية على "أهمية التشاور المستمر بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين، حرصاً على المصلحة المشتركة لكل من البلدين الشقيقين". وحمّل لحود ميرو تحياته الى الأسد. وقوم الجانبان اللبناني والسوري الأوضاع الراهنة في ضوء التطورات الاقليمية، ولا سيما منها التصعيد الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتهديدات المستمرة ضد لبنان وسورية ومواجهتها بموقف واحد تفرضه دقة المرحلة. وسبقت اللقاء بين لحود وميرو، محادثات بين رئيسي الحكومتين اللبنانية والسورية، في السرايا الكبيرة، في حضور وزراء لبنانيين وسوريين. وتناول البحث الأوضاع العامة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما منها الاقتصادية والتجارية وسبل تفعيلها. وتلا ميرو بياناً صحافياً بعد الاجتماع حيا فيه لبنان ومسؤوليه وشعبه. وقال: "اتينا من دمشق التي تكن لبيروت كل محبة وود مهنئين الرئيس الحريري والحكومة الجديدة بالمهمات التي أوكلت اليهما وحاملين تحية الرئيس الأسد الى لبنان المجيد رئيساً ومجلساً وحكومة وشعباً، مقرونة بمحبته واهتمامه الكبير بكل ما يتعلق بتعميق أواصر الأخوّة اللبنانية - السورية التي أثبتت وتثبت في كل الظروف انها الأخوة الحية التي ترسو عليها علاقاتنا، ويرسو عليها التعاون الذي نعمل جميعاً، سوريين ولبنانيين، كي نجعله نموذجاً لكل تعاون بين بلدين عربيين يهدفان الى تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يعتبر هدفاً ملحاً من أهداف الأمة العربية". واعتبر "أن تحرير الجنوب اللبناني كان في الوقت نفسه نصراً لسورية وللعرب وللشعب الفلسطيني الذي جعل من صدور أبنائه دروعاً، ومن بذله السخي للدماء منارة نضال ومن عزيمة أبنائه موقفاً صامداً لا تستطيع اسرائيل بكل آلتها الحربية الاجرامية وأساليبها الوحشية ان تنال منها حتى يحقق نصره على قوات الاحتلال الاسرائيلي ويصون أرضه ومقدساته ويحقق امانيه بالعودة وتعزيز المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف". وأشار الى ان البحث تناول "ما حققناه على طريق التعاون وتنفيذ الاتفاقات المبرمة والأهداف التي نسعى الى تحقيقها والتي تؤدي الى ترجمة معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في كل المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية واقامة الشركات المشتركة، وسنتابع ذلك في استمرار، واننا معتزون بتعاوننا الأخوي من اجل بناء لبنان وسورية وتعزيز المواقف الموحدة التي تهم البلدين الشقيقين، واننا نسير معاً نحو الهدف المشترك لتحقيق المصلحة المشتركة بعزيمة ثابتة وبرؤية واضحة للمستقبل الذي نتفاءل به ونثق اننا بتكاتفنا وتعاضدنا وتعاوننا سنحقق كل ما يصبو اليه البلدان الشقيقان من تقدم ونمو، وان لبنان يسير بخطى ثابتة على طريق البناء والاعمار على هدى الرؤية الحكيمة والمخلصة لرئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة وجميع قادة الشعب الأبي لتعزيز دور مؤسساته وتعميق أسس وحدته ووفاقه الوطني. وستبقى سورية بقيادة الأسد السند الدائم للبنان والداعم القوي له من اجل تحقيق جميع أهدافه الوطنية". وسئل عن الاعتراضات التي ظهرت في المجلس النيابي على الوجود السوري وأثر ذلك في مصير العلاقات بين البلدين وامكان اعادة النظر فيها وهل يشكل الأمر خطراً على تلازم المسارين، قال ميرو: "بالتأكيد لا خطر لأن هناك ارادة مشتركة لتلازم المسارين، وهناك مصلحة مشتركة لتأكيده". وأقام الحريري مأدبة غداء على شرف ميرو الذي غادر والوفد المرافق بيروت مساء الى دمشق.