شهدت الدوائر الانتخابية التي خاض 14 من "الإخوان المسلمين" جولة الإعادة للمرحلة الثانية فيها أمس صدامات عنيفة بين الشرطة والأهالي، مما ادى الى سقوط قتيلين. وسقط قتيلان اخران في قصر الزيات في مواجهات بين مرشح من الحزب الوطني واخر مستقل. وتحولت مناطق عدة في محافظاتالدقهلية والغربية ودمياطوالشرقية ثكنات عسكرية حيث انتشر مئات من جنود الأمن المركزي حول لجان الاقتراع. وأطلق جنود الشرطة القنابل المسيلة للدموع على متظاهرين كانوا يرددون شعار "الإخوان" الإسلام هو الحل احتجوا على منعهم من التوجه إلى لجان الاقتراع وقذف الأهالي الجنود بالحجارة واسفرت المواجهات عن إصابة عشرات بجروح خطيرة. وتعلن صباح اليوم النتائج الرسمية لهذه المرحلة والتي يتنافس فيها 232 مرشحاً على 116 مقعداً في تسع محافظات هي الدقهليةودمياط وكفر الشيخ والغربية والشرقية واسوان وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر. واتسمت أحداث امس بحال من التوتر الشديد، بسبب تردي أوضاع الحزب الوطني الحاكم وخسارته الفادحة التي مُني بها مرشحوه في المرحلة الأولى وجولة السبت الماضي، رغم استعادته المنشقين الى صفوفه بعد نجاحهم للحفاظ على غالبيته الكاسحة في البرلمان. وخاض المرشحون الرسميون للحزب الحاكم الانتخابات أمس على 76 مقعداً فقط بعدما خسروا بقية الدوائر في الجولة الأولى، لكن مصادر الحزب أكدت انضمام مستقلين اليه مما أتاح له الترشيح رسمياً في كل دوائر هذه الجولة. وبدت الأوضاع في محافظة الدقهلية سيئة، حيث خاض ثلاثة من "الإخوان" الجولة، وهم شفيق الديب في دائرة اتميدة والمهندس صابر زاهر في المنصورة وعلي زين العابدين في السنبلاوين. وواجه مراسلو الصحف ووسائل الإعلام صعوبات كبيرة في الوصول الى لجان الاقتراع حيث جرت الصدامات. وقال الديب ل"الحياة": إن الشرطة اشتبكت مع الأهالي في قرية أتميدة لمنعهم من التصويت وأن مواطناً يدعى السيد محمد عمران 33 سنة تعرض للضرب ما أدى الى وفاته. وأكد المرشح الإخواني أن الحزب الوطني استخدم بطاقات خاصة للسماح لأفراده بالتصويت ودخول لجان الاقتراع، وأن قوات الأمن منعت كل من يشتبه في تعاطفه مع "الإخوان" من الوصول إلى اللجان. وقال زاهر ل"الحياة": إن "قوات الأمن انتشرت في مسقط رأسه قرية سندوب وقامت بجمع بطاقات الهوية من الأهالي وهددتهم بالقبض عليهم إذا ما توجهوا إلى لجان الاقتراع"، مشيراً إلى أن الشرطة ألقت القبض على عشرات من مؤيديه بعدما اصروا على دخول لجان الاقتراع بينهم المحامي فوزي نصر الذي كان حاول لقاء القاضي المشرف على الانتخابات في الدائرة. وفي مدينة السنبلاوين قدم مرشح "الإخوان" زين العابدين شكوى إلى رئيس محكمة المنصورة الابتدائية المشرف على الانتخابات ضد الإجراءات التي اخذتها الشرطة ضده، وشاهدت "الحياة" تظاهرة في قرية شبراهور رفع خلالها الأهالي لافتات كتب عليها "الإسلام هو الحل" ووقعت مصادمات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة التي اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. لكن الأوضاع في محافظة دمياط كانت الأسوأ "حيث خاض اثنان من "الإخوان" الانتخابات في دائرتي بندر دمياط والزرقا". وقال المهندس صابر عبد الصادق الذي رشح في الدائرة الأولى إن حواجز أمنية نصبت منذ الصباح الباكر في كل القرى التي يعتقد أن اهاليها سينتخبونه ولم يسمح لأحد بالتوجه إلى لجان الاقتراع باستثناء من يحملون بطاقات الحزب الوطني. ووقعت مصادمات عنيفة عند قرية الخياطة أصيب خلالها اعداد من المواطنين ورجال الشرطة، وشهدت مدينة الزرقا حوادث عنف بين مؤيدي مرشح "الإخوان" محمد الفلاحجي والشرطة وأطلقت الشرطة الرصاص المطاطي ما سبب اصابات بين المتظاهرين ونقل طفل يدعى هاني نعمان الصيوفي 12 سنة إلى مستشفى المحافظة في حال خطرة بعد اصابته برصاصة في رأسه، وقالت مصادر "الإخوان" في وقت لاحق "إنه مات متأثراً بجراحه". وفي محافظة الشرقية حيث خاض اربعة مرشحين ل"الإخوان" الإعادة لم يكن الحال مختلفاً واصدر الأربعة بياناً اعتبروا فيه أن وقائع الأمس "تمثل تراجعاً عن إجراء انتخابات حرة"، واكدوا أن الدوائر الحكومية والأمنية "اتخذت إجراءات تراوح بين التضييق والتحرشات التي تصل إلى حد حظر التجول في قرى ومناطق تعتقد أن التيار الإسلامي يحوز على أغلبية كاسحة فيها". وتوقعت مصادر الحزب الحاكم أن يحصل مرشحوه على نحو مئة مقعد من المقاعد ال 134. وكان الحزب حصل على أحد عشر مقعداً في جولة السبت الماضي، فيما حاز المستقلون على سبعة مقاعد وجرت الانتخابات أمس على المقاعد المتبقية وعددها 116 مقعداً. وعلى صعيد المعارضة تفاوتت تقديرات الأحزاب لأحداث الأمس. وقال الأمين العام لحزب التجمع الدكتور رفعت السعيد ل"الحياة" إن التقارير التي تلقاها أكدت تفاوتاً كبيراً في الحالة الانتخابية. ولفت الامين العام للحزب الناصري السيد ضياء الدين داود المرشح في دائرة الروضة في دمياط، إلى "هدوء الاوضاع داخل الدائرة وسير الانتخابات بشكل حسن"، وشدد على أن "دائرة الروضة لم تشهد أحداث عنف أو مشكلات". وفي حزب الوفد أفاد رئيس غرفة العمليات المركزية الدكتور سيد البدوي بعدم تلقي أي شكاوى من المرشحين، وقال إن "الدوائر الأربع التي يخوض فيها مرشحو الوفد جولة الإعادة لم تشهد أعمال عنف وتسير فيها الأوضاع بصورة حسنة، والقضاة يسيطرون على الموقف بشكل مطمئن للغاية". وقالت مصادر كتلة المستقلين المعارضة ان الانتخابات جرت في أجواء هادئة في طنطا والسنطة وقطور.