} ترصد أوساط مهتمة بقضية الصحراء مضمون الخطاب الذي سيوجهه العاهل المغربي الملك محمد السادس غداً الى الشعب المغربي لمناسبة مرور ربع قرن على "المسيرة الخضراء" العام 1975، في وقت دعت جبهة "بوليساريو" أوروبا الى المشاركة في جهود حل قضية الصحراء. والتي تقودها الأممالمتحدة حالياً. اختار الملك محمد السادس مراكش لتوجيه خطابه غداً في ذكرى "المسيرة الخضراء" كون المدينة ترتبط بقرار تنظيم المسيرة التي حشدت 350 الف مغربي ساروا في اتجاه المحافظات الصحراوية، إثر صدور حكم استشاري من محكمة العدل الدولية في لاهاي أقر بوجود روابط بيعة بين الصحراويين وملك المغرب. بيد ان المسيرة التي كان يُعول عليها المغرب لتكون "مبادرة سلمية" تنهي النزاع مع اسبانيا التي كانت تستعمر الصحراء، لم تؤد الى حل للقضية الصحراوية. إذ خاض المغاربة مواجهة عسكرية مع الجزائريين في منطقة امغالا شمال شرقي المحافظات الصحراوية وتواجهوا أيضاً مع جبهة "بوليساريو" التي كانت تأسست قبل سنة من المسيرة واتخذت من تندوف، جنوب غربي الجزائر، قاعدة لها. وشنت "بوليساريو" من قواعدها هجمات عدة ضد القوات المغربية وأسرت نحو 1600 عسكري تقول الرباط انهم خُطفوا او تاهوا في الصحراء ابان فترة اشتداد المواجهات. لكن القوات المغربية تمكّنت من استعادة زمام المبادرة العسكرية خصوصاً بعد بناء "جدار أمني" يمتد الاف الكيلومترات في الصحراء. والجدار عبارة عن كثبان من الرمال تضم اجهزة متطورة للرقابة والانذار المبكر. وعلى الصعيد السياسي، مر نزاع الصحراء في مراحل عدة. إذ تم، أولاً، احتواؤه اقليمياً عبر تنسيق في المواقف بين المغرب والجزائر وموريتانيا في مواجهة اسبانيا. لكن انسحاب الادارة الاسبانية من الصحراء عام 1976 بعد ابرام "اتفاق مدريد"، نقل النزاع الى متاهات جديدة بدأت ثنائياً بين المغرب والجزائر المساند الرئيسي ل"بوليساريو"، ثم تعاطت معه على امتداد عشر سنوات منظمة الوحدة الافريقية التي اعترفت في الثمانينات ب"الجمهورية الصحراوية" في قمة أديس ابابا الأمر الذي دفع بالمغرب الى الانسحاب من المنظمة. وانتقل ملف الصحراء إثر ذلك الى الاممالمتحدة التي اقرت خطة الاستفتاء لتقرير المصير التي دخلت حيز التنفيذ في 1991. وتنص الخطة على وقف اطلاق النار واجراء استفتاء بعد تحديد الرعايا المتحدرين من اصول صحراوية المؤهلين للمشاركة في الاقتراع. إلا ان خلافات على هوية من يحق له الاقتراع لا تزال تُعرقل اجراء الاستفتاء. وطرأ تطور جديد على قضية الصحراء في الأشهر الماضية. ففي ظل مؤشرات الى عدم إمكان تنفيذ خطة الاستفتاء بسبب تمسك كل طرف بمواقفه، اقترح المغرب اجراء "حوار مباشر" مع جبهة "بوليساريو" بهدف منح المحافظات الصحراوية نوعاً من التسيير الذاتي ولكن في نطاق "سيادة المغرب". واصدر مجلس الامن قراراً الاسبوع الماضي مدد فيه ولاية بعثة "المينورسو" في الصحراء أربعة أشهر إضافية. وفي الجزائر، أوردت "وكالة الأنباء الصحراوية" أمس ان زعيم "بوليساريو" محمد عبدالعزيز دعا الاتحاد الاوروبي الى "مشاركة فعالة" في تحقيق السلام في الصحراء الغربية و"الى التحرك لفرض احترام الشرعية الدولية". وحض عبدالعزيز أوروبا على ادراج قضية الصحراء "كأولوية ضمن مساهمتها في إحلال السلام في المنطقة". واعتبر ان "الاستقرار المزعوم الذي يريد بعضهم تحقيقه في المغرب على حساب الشرعية إنما هو ظلم لن يقبله الشعب الصحراوي".