مع اعلانه فائزاً في ولاية فلوريدا، اقترب المرشح الجمهوري جورج بوش من البيت الابيض، لكنه لن يصبح سيّده إلا بعد ان يفصل القضاء في الطعن الذي تقدم به خصمه الديموقراطي آل غور متحدياً قرار السلطة الانتخابية في الولاية التي رفضت انتظار الانتهاء من عملية اعادة الفرز اليدوي. وللمرة الاولى في تاريخ الولاياتالمتحدة لا يزال الشعب ينتظر نتيجة الانتخابات الرسمية على رغم مرور 20 يوماً على اجراء الاقتراع. ومع رفض غور قبول نتيجة فلوريدا تستمر المعركة لتحديد الفائز حتى 12 كانون الاول ديسمبر، على الاقل، موعد تسمية الولايات مندوبيها تاى الكلية الانتخابية التي تنتخب الرئيس. وفيما تقدم محامو غور بالدعاوى القانونية، كان بوش يتصرف كرئيس منتخب. فبعدما خاطب الشعب الاميركي مساء الاحد معلناً فوزه بولاية فلوريدا وبالتالي بالعدد الكافي من المندوبين ليكون الرئيس المقبل، بدأ بوش سلسلة اجتماعات مع اعوانه لتحضير المرحلة الانتقالية واختيار اعضاء حكومته. وفي خطابه مساء الاحد عين بوش نائبه ريتشارد تشيني ليكون رئيس الفريق المشرف على العملية الانتقالية، كما عيّن اندرو كارد رئيساً لفريق العمل الذي يعدّ لتسلم السلطة. وطلب بوش ان يتسلم المكتب المخصص للعملية الانتقالية في واشنطن والتنسيق مع الرئيس بيل كلينتون في الفترة الانتقالية. لكن مكتب الخدمات العامة للادارة الذي يشرف على المكتب الانتقالي رفض الافراج عن 5.3 ملايين دولار مخصصة للعملية الانتقالية وتسليم مفاتيح المكتب بانتظار ان يحسم القضاء الامور العالقة. ويبقى بوش بحاجة للتعاون مع مكتب التحقيقيات الفيديرالية للتحري عن خلفيات المرشحين الذين ينوي تعيينهم في المراكز الحساسة. وغير معروف اذا كان المكتب سيتعاون معه قبل معرفة نتيجة المعركة القضائية. وبذلك يكون بوش رئيساً منتخباً مع وقف التنفيذ في الوقت الذي يشكك الديموقراطيون ومرشحهم غور ومعه 50 مليون اميركي اقترعوا له بشرعية انتخاب المرشح الجمهوري. ويتركز اعتراض غور على ان السلطة الانتخابية في ولاية فلوريدا حرمت ناخبي عدد من المقاطعات من احتساب اصواتهم. وتمنى بوش على غور أن يقر بنتيجة الانتخابات ودعاه بلهجة توافقية الى توحيد البلاد والعمل خارج الاطار الحزبي. ومن المتوقع ان يزداد الضغط على غور للقبول بنتائج الانتخابات لأن الاستمرار في المعركة القضائية قد يطول وستكون له انعكاسات سلبية على البلاد. وخلال ال 20 يوماً التي مضت من دون فائز نهائي تحول غور وبوش الى وضع غير مسبوق، اذ لم لم يعودا مرشحين وفي الوقت نفسه لا يمكن اعتبار اي منهما رئيساً منتخباً بصورة نهائية. ومساء امس رويترز حصل غور على تأييد عام من قادة الحزب الديموقراطي في سعيه الى مواصلة المنافسة على الرئاسة الاميركية. وانضم زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ توماس داشيل وزعيم الاقلية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت الى غور في اتصال هاتفي عبر التلفزيون لاعلان دعم الحزب لمساعيه. كما اعلن مستشارو غور ا ف ب انه سيتحدث تلفزيونياً الى الاميركيين ليشرح اسباب "اصراره" على اجراء فرز جديد للاصوات في فلوريدا بعد اعلان فوز بوش في هذه الولاية. وقال الناطق باسمه كريس ليهان ان غور "مصر ومصمم" على عدم الاقرار بهزيمته امام خصمه الجمهوري. واضاف انه "سيشرح ضرورة اعادة احتساب كل بطاقة اقتراع ولماذا نطالب باجراء فرز منصف" في فلوريدا، وتابع "ان ارادته الفولاذية غور تستند الى مبدأ وليس الى استراتيجية سياسية، اذ ان مبدأ "لكل شخص صوت" هو مبدأ جوهري لدى الشعب الاميركي".