سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غور يسجل تقدماً في إعادة الفرز في الولاية وشقيق بوش لا يستبعد أن يستغرق الحسم أياماً . الديموقراطيون يلوحون باللجوء إلى القضاء في مواجهة "تجاوزات" في فلوريدا
سجل المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية آل غور تقدماً على منافسه الجمهوري جورج بوش، بنتيجة اعادة فرز غير مكتملة للاصوات في ولاية فلوريدا. لكن ذلك لم يحل دون حديث انصاره عن تجاوزات تخللت العملية الانتخابية وتلويحهم باللجوء الى القضاء، فيما لم يستبعد جيب بوش شقيق المرشح الجمهوري ان تستغرق عملية الحسم اياماً في انتظار بطاقات الاقتراع الخاصة بالمواطنين المقيمين خارج الولاية. وفي غضون ذلك، أثيرت تساؤلات مهمة حول آلية الانتخابات التي سبق واتاحت لرؤساء اميركيين الفوز بالندوة الانتخابية، على رغم خسارتهم التصويت الشعبي، الامر الذي ينطبق على بوش في حال فوزه. واشنطن - "الحياة"، أ ب، رويترز - في ظل شكوك ديموقراطية بوقوع تجاوزات خلال العملية الانتخابية في ولاية فلوريدا، انتظر الاميركيون اعادة فرز الاصوات في الولاية، لحسم نتائج الانتخابات، فيما اعلن كل من المرشحين انه الفائز هناك. ويتوقع ان تطول القضية اياماً او اسابيع قبل معرفة الرئيس المقبل. وقال غور ان لغز الانتخابات يجب ان يحل "تلقائياً ومن دون تسرع"، فيما حض بوش على حل سريع وقال: "عندما يحصل ذلك، سأكون الرئيس المنتخب". وفي حال فوز بوش باصوات ولاية فلوريدا، سيكون الرئيس الرابع في تاريخ الولاياتالمتحدة والاول هذا القرن الذي يفوز بالرئاسة ويخسر التصويت الشعبي. وتوقع جيب بوش شقيق المرشح الجمهوري الذي يحكم ولاية فلوريدا ان تنتهي عملية اعادة فرز نحو ستة ملايين بطاقة اقتراع بحلول المساء امس، لكنه قال ان النتيجة النهائية قد تتأخر في انتظار بطاقات المقترعين في الخارج، الامر الذي يتطلب عشرة ايام. وارسل بوش وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الى فلوريدا لقيادة الفريق الجمهوري المراقب لعملية اعادة الفرز. تجاوزات؟ وفي المقابل، قال الديموقراطيون ان الامر قد يتطلب وقتاً اكثر، لمعالجة ما وصف بأنه "تجاوزات" تخللت عملية الاقتراع في فلوريدا. واوضح رئيس حملة غور وليان دالي: "لا استطيع ان اؤكد متى ستنتهي القضية"، مشيراً الى "ان العملية دخلت في بدايتها، لا نهايتها" امس. وتعهدت وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو بالنظر جدياً في اي شكاوى بشأن حصول تجاوزات في فلوريدا، لكنها اكدت ان لا داعي حالياً "للانقضاض" على هذا الموضوع واثارة جدل حوله. وكانت النتائج الواردة من فلوريدا فجر اول من امس، اظهرت تقدماً لمصلحة بوش بحصوله على 2909135 صوتاً في مقابل 2907351 صوتاً لغور، اي بفارق 1784 صوتاً لا غير، ما استدعى قانونياً، اعادة فرز لأن الفارق اقل من نصف نقطة مئوية. غير ان الفرز الجديد للاصوات اعطى 751 صوتاً زيادة لمصلحة غور مقارنة بالفرز الاول، فيما اعطى 108 اصوات جديدة لبوش، ما ادى الى تقليص الفارق بينهما اكثر، مع تقدم طفيف للمرشح الجمهوري. وكانت نتائج الفرز الاول ليل الثلثاء -الاربعاء اشارت الى تقدم بوش ب1700 صوت من اصل ستة ملايين تقريبا. وكان غور ارسل الى فلوريدا، دالي رئيس حملته ووزير الخارجية السابق وارن كريستوفر، للاشراف على عملية الفرز الجديدة. وفي الوقت نفسه، اشار مساعدوه الى ان شعبيته التي تزيد عن شعبية بوش في فلوريدا، لا بد وان تؤهله للفوز باصوات الولاية، اذا تمت معالجة التجاوزات. وبدأ الديموقراطيون البحث عن ادلة على تلاعب بصناديق الاقتراع، لدعم حجتهم قانونياً للمطالبة بانتخابات اعادة، خصوصاً في منطقة بالم بيتش وهي معقل ديموقراطي ذو كثافة سكانية كبيرة. وتحجج الديموقراطيون بشكاوى اوردها عدد من الناخبين انصارهم بأن لوائح الشطب كانت مصممة بطريقة مربكة وان عدداً من الاصوات ربما ذهب خطأ الى مرشح حزب الاصلاح بات بيوكانان. وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون في فلوريدا ان 19120 بطاقة اعتبرت لاغية لانها تضمنت خطأ، تصويتاً للمرشحين في آن، في حين ان 3783 بطاقة فقط تضمنت الخطأ نفسه بالنسبة الى الاقتراع للمرشحين لمجلس الشيوخ الذي ترافق مع الاقتراع الرئاسي. مطالبة بانتخابات إعادة وأقام ناخبون في مقاطعة بالم بيتش في ولاية فلوريدا دعوى قضائية، مطالبين بانتخابات جديدة لأن تصميم نموذج الاقتراع كان غير واضح الى درجة جعلت بعض الناس يدلون بأصواتهم خطأ الى مرشح غير الذي يريدونه. وتتعلق هذه الدعوى بأصوات لمؤيدين للحزب الديمقراطي قيل انها ذهبت الى بات بيوكانان مرشح حزب الاصلاح في حين ان اصحابها كانوا يقصدون اعطاءها الى نائب الرئيس آل غور. وقال لويس فرانكيل وهو ممثل ديمقراطي عن الولاية ان مجموعة من الناخبين اقاموا الدعوى القضائية امام محكمة في مقاطعة بالم بيتش زاعمين ان نماذج الاقتراع انتهكت القوانين الانتخابية لأنها كانت مربكة. وحصل بوكانان على 3400 صوت فقط في مقاطعة بالم بيتش في الانتخابات، الا انها مؤثرة في سباق تقاربت فيه المنافسة بشدة بين المرشحين. الديموقراطيون واثقون وشدد غور على "ضرورة ان يشعر الشعب الاميركي بالثقة تجاه العملية الانتخابية التي يستقي الرئيس سلطته منها"، فيما ابدى رئيس حملته قناعة بأن غور "سيكون الفائز بالتصويت الشعبي واصوات الندوة الانتخابية بانتهاء عملية اعادة الفرز، وبالتالي سيكون الرئيس المقبل". يذكر انه بحلول ساعة متأخرة من مساء اول من امس، كان بوش قد فاز في 29 ولاية اعطته 246 صوتاً في الندوة الانتخابية، فيما فاز غور في 18 ولاية، إضافة الى العاصمة واشنطن تعرف بمقاطعة كولومبيا، ما اعطاه 255 صوتاً في الندوة. والى جانب فلوريدا، ظلت النتيجة غير محسومة في ولايتي اوريغون ونيومكسيكو، غير ان الولايتين اللتين تملكان مجتمعتين 12 صوتاً في الندوة الانتخابية، لا تغيران شيئاً في النتيجة، بعكس فلوريدا التي تملك 25 صوتاً في الندوة حيث يتعين على الفائز الحصول على 270 صوتاً من اصل 538 صوتاً. وفي الوقت نفسه، اظهر فرز على صعيد الدوائر الانتخابية ان غور حصل على 48707413 صوتاً، في مقابل 48609640 صوتاً لبوش، اي ان الفارق بينهما هو 97773 صوتاً. ويذكر انه في تاريخ الولاياتالمتحدة، سبق وان فاز ثلاث رؤساء باصوات الندوة الانتخابية، لكنهم خسروا في التصويت الشعبي. وكانت المرة الاخيرة في 1888، عندما فاز الرئيس الراحل بنجامين هاريسون على منافسه آنذاك غروفر كليفلاند. كلينتون والصوت الاميركي واعتبر الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون الذي لم يتبق على ولايته سوى عشرة اسابيع، ان النتائج المتقاربة جداً، دليل على ان "اي اميركي لن يكون بوسعه القول ان صوته لا يغير شيئاً". واضاف: "الشعب الاميركي قال كلمته، لكن سيتطلب الامر بعض الوقت قبل ان نستطيع تحديد ما قاله بوضوح". وأفادت تقديرات ان 101 مليون اميركي ادلوا بأصواتهم في الانتخابات، ما شكّل اقبالاً مرتفعاً في المعايير الاميركية وهو الثاني من نوعها بعد الاقبال على الانتخابات عام 1992 والذي كانت نسبته الاكثر ارتفاعاً في التاريخ الاميركي وبلغت 104 ملايين صوت.