أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم، أو للبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون. هذا ما نحاول تلمسه مع محمد حفيد الموسيقار الراحل محمد الموجي، واللافت أن الموجي الحفيد يجد نفسه ممزقاً بين حبه لمايكل جاكسون ومسؤولية حمله لاسم جده، والتحاقه بمعهد الموسيقى العربية تأثراً بما زرعه الجد في داخله من حب للموسيقى. يقول: "بدأت قصتي مع مايكل جاكسون منذ كنت طالباً في الصف الأول الاعدادي، وعندما اصطحبني عمي امين الموجي لمشاهدة فيلم سينمائي فوجئت قبل بداية العرض بأغنية لمايكل جاكسون وكانت المرة الاولى التي أشاهده فيها وأسمع اغنياته، واعجبت بالموسيقى واندهشت لحداثة الرقصات التي يؤديها، فدفعني الفضول لأسأل عمي عن ذلك المطرب، فأخبرني أنه مايكل جاكسون المطرب الاميركي المشهور. بعدها بدأت أتابع أخباره واستمع الى اغنياته، وأتذكر ان الألبوم الغنائي الاول الذي اشتريته له كان بعنوان "خطر". استمتعت به جداً، وأصبح مطربي الاول، ووصل عدد الألبومات التي أملكها لجاكسون 52 ألبوماً. ويضيف الموجي أنه سجل حفلات جاكسون واغنياته على شرائط فيديو، واقتنى مجموعة كبيرة من الصور علّقها على جدار غرفته وبلغ عددها 839 صورة، كما أن غالبية ملابسه مطبوع عليها صور جاكسون. وعن مدى فهمه لمعاني أغاني مايكل جاكسون يقول الموجي: "في بداية معرفتي به كنت استمع الى الأغاني من دون فهم لمعانيها، ومع هذا كنت استمتع بالموسيقى التي كانت تدخلني في حال من السعادة البالغة. ومع مرور الوقت ومع شدة تعلقي بجاكسون خضت محاولات لفهم معاني ما يقوله، و قرأت التراجم المكتوبة على أغلفة ألبوماته وربطت المعاني بالكلمات الانكليزية، وحالياً استوعب كل أغانيه، وزاد تعلقي بفنه لا سيما انه يناقش في اغنياته قضايا إنسانية. ولا يهمني في هذا سيرته الشخصية، وما يوجه إليه من انتقادات، لأن كل هذا يدخل ضمن حياته الخاصة، التي لا يمكن أحداً أن يخوض فيها، وأنا معجب به كما هو". وينفعل الموجي الحفيد حين يواجه سؤالاً حول "كره" مايكل جاكسون للعرب ويقول: "كل ما يقال عن كرهه للعرب إشاعات تود أن تنال من شهرته، وانا قرأت في إحدى الصحف الاميركية انه أعلن عن رغبته في الغناء في مصر وتحت سفح الهرم". وماذا ستفعل لو جاء الى مصر؟ تحول إنفعاله الى ابتسامة عريضة وقال: "لو جاء الى مصر لا أعلم ماذا سأفعل وقتها، لكنني على أتم الاستعداد للذهاب الىه مهما كان الثمن، ومهما صعبت طريقة الوصول، ولا تسألني عن حالي وقتها فسأكون كالمجانين، سأحاول أن أشاهده تحت سفح الهرم حتى ولو وصل سعر التذكرة الى 500 دولار. ويقول الموجي إنه حاول مراراً أن يعثر على عنوان جاكسون وأرقام هواتفه، وأنه أرسل رسالة اليه عبّر فيها عن مدى حبه واعجابه بفنه، "ووصفت له ملامحي، وشكل منزلي، وعرّفته بأسرتي، لكني لم أتلق منه رداً، ومع هذا ما زلت أحبه واحتفظ له بكل تقدير". وعن اصدقائه الذين يشاركونه الاعجاب بجاكسون يقول: "بصراحة شديدة أنا أصادق كل من يحب مايكل جاكسون وأسعى الى معرفة كل من يحبه، وقد كونت فريق اصدقاء لمايكل جاكسون مكوناً من مجموعة كبيرة من اصدقائي، نقوم من خلال هذا الفريق باداء للتدريبات الخاصة برقصات مايكل جاكسون، ونتبادل المجلات والشرائط الخاصة به، وهذا الفريق يقوم بنشاطه تحت قيادتي، لأنني الوحيد الذي يجيد رقصات مايكل وأقرب اليه في الشكل، لا سيما بعد أن أطلقت شعري مثله تماماً. وبسؤاله عن المطربين العرب المفضلين لديه يقول: "أحب عمرو دياب، وأتابع أخباره وألبوماته الفنية، وسبق ان التقيت به مع والدي الموجي الصغير ودار بيننا حديث طويل عن الفن". وعن عبدالحليم حافظ الذي رافق جده لفترة طويلة من حياته، يقول: "لا أحب عبدالحليم حافظ. أقصد لست حريصاً على الاستماع الى اغنياته، وهذا لا يعني أنني لا أحب الجيل القديم من المطربين، بل أحب الاستماع الى محمد فوزي وفريد الاطرش". وعن وجود تناقض شديد في شخصه يظهر في حبه لمايكل جاكسون من ناحية والتحاقه بمعهد الموسيقى العربية، يؤكد الموجي أن هذا لا يعد تناقضاً "فحبي لمايكل عبارة عن هواية فقط، لكنني أحب الموسيقى العربية، وهذا الحب جعلني أتخصص في دراسة آلة الكمان وأجيد عزف معظم الألحان التي قدمها جدي محمد الموجي، وأدين له بكثير من الفضل فقد جعلني أعشق الموسيقى". وعن علاقته بجده يقول: "كانت علاقتي به شديدة الخصوصية، فكنت أجلس معه لاوقات طويلة يروي لي خلالها قصة كفاحه وكان يدفعني دائماً الى الأمام، وينصحني بالصبر والجلد على عقبات الحياة وتعلمت منه معنى الصبر، وكان دائماً يقف الى جانبي اذا نشب خلاف بيني وبين والدي، فقد كان رحمه الله قدوة حسنة لنا جميعاً نحتذي بها". ويقول إنه يتمنى أن يصبح ملحناً مشهوراً، وينال ولو جزءاً بسيطاً من شهرة جده.