مايكل جوزيف جاكسون، أسلم أم لم يسلم؟! هذا السؤال جاء بعد هجمة عليه كونه مات «كافراً»! المضحك المبكي أن هناك من قال إن مصير مايكل «جهنم وبئس المصير»، متناسين أن الله تعالى خص ذاته ورحمته بتحديد مصائر الناس في الآخرة، ومتناسين أن ذاك المصير قد يكون مصيرهم هم. لا أدرك لماذا نقرأ - نحن كمجتمع - الأمور من زوايا مختلفة دائماً، لا يتوقعها حتى المحللين؟! لن أخوض في السؤال الأخير، لأني سأكون قاسية في رد فعلي. أما عن مطرب أو «ملك البوب الأميركي»، كما يُطلق عليه، والمولود في 1958، فهو ينتمي إلى عائلة من اشهر عائلات الغناء، والتفاصيل المميزة فنياً لهذه العائلة وتاريخها يمكن إيجادها بالبحث في «غوغل». من اشهر ألبومات الراحل مايكل جاكسون ألبومه المميز «ثريلر» ويعتبر أفضل ألبوم حقق أكثر مبيعات في التاريخ، حتى الآن، وبحسب المتابعين لن يتجاوزه أحد، إذ إن الأغنية الشهيرة في الألبوم لا تزال تباع الكترونياً منفردة. أبهر هذا الأسمر - الأبيض لاحقاً - منذ نعومة أظافره العالم بصوته. وبالنظر إلى تاريخه الاجتماعي وتواصله مع رحمه، نجد أنه على خلاف فنانين عرب ومشاهير، سجل في تاريخه حبه لأبويه واتحاده مع إخوانه وجعل من الحب شيئاً أساسياً في حياته: «غنى من اجل الحب وللحب، غنى لأطفال العالم وللعالم، غنى لخرير الماء وأنين الارض، غنى وهو طفل صغير وهو لم يذق مرارة الدنيا بعد، لصديقه الصغير «بين»، وهو أرنب صغير! قال له في أغنيته: «إن الناس لا يهتمون بك، ولكن لا تهتم، فقد كنت اقول انا ولي، والآن اقول نحن ولنا»، يقصد انه تجاوز ال «أنا» إلى ال «نحن»، ليهتم بكل شيء حوله. وتلك الأغنية كانت أول أغنية منفردة له، وحصلت على أفضل أغنية في عام انتاجها. في السنوات الخمس الاولى من السبعينات ادى مايكل الطفل المعجزة اروع الاغاني له. لن أتحدث عن البوماته التي باع أضعفها ملايين، لكن هناك ألبوماً لا يمكن تجاوزه. في 1987 وبعد نجاحات باهرة لم يحققها نظراؤه، أطلق البوم «Bad»، وهو افضل ألبوم في التاريخ من حيث عدد المبيعات بعد ألبوم «ثريلر»، حصلت خمس أغانٍ في الالبوم على جوائز عدة، والالبوم احدث ضجة كبيرة، فمايكل جاكسون دار حول العالم ليحيي 127 حفلة موسيقية في 15 دولة حصد منها 125 مليون دولار اميركي، ليلقب بعدها باستحقاق «ملك البوب». وألبوم «سيئ» هو الاول له بعد إجراء عملية تجميل لوجهه غيّرت ملامحه، ويقال ان السبب الذي جعله يفعل ذلك انه مر بحالة نفسية يعتقد فيها انه قبيح جداً، حتى ان والده جوزيف عندما يغضب على مايكل في ايام صغره كان يناديه بالقبيح حتى اخوته كذلك، وهذا ما جعل مايكل جاكسون يحاول ان يثبت دائماً انه المميز وانه الافضل وهو كذلك، ويبدو ان تميز مايكل في عائلته لم يكفه إذ ظلت عقدة القبح قابعة في نفسه، الامر الذي جعله في آخر المطاف يستسلم لإغراءات تجميل الوجه. وبغض النظر إذا كان سبب تغير لون بشرته من الاسود الى الابيض، أو تغيرها إلى «أسود في أبيض»، هو مرض البهاق أو خطأ في عملية تجميل، أو عملية تجميل، فإني أميل إلى سبب الحالة النفسية التي مر بها، وربما لو كان أوباما رئيساً للولايات المتحدة حينها، ما أقدم مايكل على تغيير لونه. عصير الكلام: هل للمرأة – السعودية أو العربية تحديداً - علاقة بكل ذلك؟! لعلي أشير إلى مسلسلات تناولت قصص نساء حاولن أن يكون رجالاً كي يتجاوزن التمييز الذي مر به مايكل في عصره، ولعل فيلم «أسامة» الأفغاني، دليل آخر، على التمييز ضد المرأة، والتمييز بشكل عام، لكي تقدم أم على تحويل مظهر ابنتها إلى رجل. [email protected]